أكد الدكتور محمد مختار جمعة أن تهنئة النصارى بأعيادهم ليس منهيًا عنها حسبما يروج فى أقاويل وتفاسير بعض الجماعات المتطرفة والمتشددة، مؤكدين على أن الإسلام دين المواطنة ورسوله أول من أرسى دعائمها من خلال وثيقة المدينة.وقال الوزير خلال الندوة التى نظمتها كلية الدعوة الإسلامية، بجامعة الأزهر، بعنوان «فقه المواطنة فى ظل التحديات المعاصرة»، إن أكثر الدول تعايشًا سلميًا وفهمًا للمواطنة هى أكثر الدول تقدمًا ورخاءً، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الدول تتعدد فيها الديانات واللغات، ورغم ذلك نجدها تتقدم تقدمًا يذهل الجميع لانصهار، بينما تفسخت دول وسقطت لانتشار الحروب بين أرجائها.وأوضح جمعة أن الدفاع عن الوطن أصل من أصول الدين، ذلك لأن الإسلام أوجب على الإنسان الدفاع عن دينه حتى لو فقد نفسه.وأشار إلى أن ما كتب من اجتهادات حول النص الثابت من باب القابل للاجتهاد بما يوافق العصر وثوابت الشرع بحيث يتماشى الاجتهاد مع الأصول، لافتًا إلى أن الجماعات المتطرفة وضعت الناس فى تقابلية خاطئة أن تكون مع الدين، وإما أن تكون مع الدنيا، وأوحت لمن يدرس فى كلية التجارة ألا يعمل فى بنك، محرمة تعاملات البنوك والبورصة عن جهل بالسندات وأذونات الخزانة التى تحقق المصلحة العامة للدولة دون تفريق بين مصالح الأفراد والجماعات والدول.وشدد الوزير، على أن المعاملات العامة كالبورصة والسندات هى من المصلحة العامة وليست ضد مصالح الناس.وحول السلام علي المخالفين قال الوزير إن الجماعات رسخت مفاهيم خاطئة بعدم السلام على المختلف فى الدين، وأن هذه فتوى يستخدمونها بالخطأ رغم أنها بالأساس كانت فى شأن من يعتدى على وطنك، مشيدًا فى الوقت ذاته بموقف شيخ الأزهر الذى يوفد كل مناسبة وفى مطلع العام وفدًا رفيعًا ويترأسه لتهنئة الأخوة الأقباط بأعياد الميلاد، حيث لا دين بدون دولة تتيح لك فرصة للتعبد.من جانبه قال الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر، إن الدعوة إلى المواطنة من صميم الدين الإسلامى، حيث يعد النبي «صلى الله عليه وسلم» أول من أسس لفقه المواطنة فى وثيقة المدينة، مشيرًا إلى أن جولات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أسست لفقه المواطنة أيضًا، كما كان له موقفه الرافض لمصطلح الأقلية وطالب باستبداله بالمواطنة.كما أكد الدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية بالأزهر، أن حديث بعض المتطرفين ممن يستخدمون حديث «لا تبدأوا اليهود والنصارى السلام»، لا ينسجم مع قوله تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم»، مشددًا حب الأوطان فى الإسلام ليس متعارضًا مع الدين، بل متفق معه.