ها هي صفحات العام الحالي تطوى وتنجلي، تاركة معها تلك الذكريات الطيبة والحزينة، من أفراح وأتراح وإنجازات وإخفاقات تحتم على النفس المراجعة والمضي قُدماً نحو الخير والنجاح والبعد وتدارك تلك السلبيات التي حالت دون الوصول إلى بر الأمان في مجمل نواحي الحياة وبشكلها العام. يأتي العام بعد العام، وكأن هذا العام هو من يملك الأقدار والأخبار والانجازات، متمسكين فيه بالأمنيات والرغبات، الا انها لا تأتي من فراغ ومن غير جد وعمل وتصميم على تغيير ما وأسلوب حياة معين، كي يكون العام المقبل وفق التطلعات والهدف المنشود، فلا حياة من دون تخطيط وعمل. لتبدأوا عامكم بالنشاط والحيوية، والاستمرار على الخير والإنجاز والتقدم، فمن كانت هذه صفاته فليكمل ويثابر لمزيد من النجاحات، ومن كان بعيداً أو أخفق في هذه الفلسفة، فليدرس السلبيات والعثرات لتخطيها، وإكمال المسير نحو الأهداف المنشودة والتطلعات المشرقة. لا نجاح من دون إخفاق، فكل الناجحين والمثابرين بلا شك وقعوا في وحل الإخفاق والفشل، مما زادهم مثابرة وتصميماً للوصول إلى الغايات والتطلعات المرغوبة، وهنا يأتي التحدي الأكبر والأمثل الذي ينبغي للجميع وضعه بالحسبان لبداية صفحة جديدة من صفحات الزمن والتاريخ. في ظل التوترات الاقليمية والمؤشرات المحبطة، بكل أصنافها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يأتي التفاؤل وتجديد النفس بجرعات من الإيجابية، فالتغير الداخلي يتبعه تغير خارجي، ومن ثم الوصول وتحقيق ما يريده الإنسان في صفحاته البيضاء الجديدة. نسأل الله أن يجعل العام الجديد عاماً لزيادة الخير والبركات، وتخفيض الشر وأهله أينما كانوا، وأن يحفظ الكويت وسائر بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. طلال سعود المخيزيم@T_ALMUKHAIZEEM
مشاركة :