إنهم يقرؤون! ماذا يقرؤون؟!

  • 12/25/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

ما يقال عن هذا الجيل من أنه لا يقرأ هو دعاية مغرضة، وكذب يكذبه العقل، وبرامج التواصل الاجتماعية وأجهزة الهواتف الذكية، والبرامج المصاحبة لها، والمسألة ليست سوى دليل مقنع أقدمه لكم. يكتب السعوديون في تويتر عشرات الآلاف من التغريدات، وهذه التغريدات نكاد نقول إنها تقرأ كلها بلا استثناء، وهي صيغة مبالغة لكنها قريبة للحقيقة من الواقع، وإليكم بعض الأفكار في هذا الموضوع. مجموع التغريدات اليومية التي يقرؤها المستخدم المتوسط لتويتر يعادل كتابا صغيرا من 23 صفحة من القطع الصغير، وهذا من واقع إحصائية بسيطة وسهلة يمكنك عملها في منزلك! مجموع النصائح الدينية والحكم المتداولة في الواتس اب (التي لا نطبقها في حياتنا اليومية إلا في الكلام فقط) تعادل كتابا متوسط الحجم من 27 صفحة أو تزيد، لأنها كثيرة ومتعددة، والحقيقة أنها لا تقرأ كلها، بل بالتمرير للآخرين أكثر منها للقراءة، لأن هناك من يمررها ويطلب الأجر دون أن يقرأها، ولذلك لو وضعت نصيحة دينية وفي آخرها (أي كلام) لن يكتشفك أحد! على مستوى الشباب الصغار، فإن مجموعة (اليودلات) التي يطلقونها من خلال برنامج (اليودل) يوميا تعادل ثلاثة مجلدات من القطع الكبير من 200 صفحة في مدينة كالرياض، و100 صفحة كمدينة بريدة أو عنيزة، بينما 20 صفحة للمدن الصغيرة جدا، يقرأ الشاب الصغير منها 10%، أي ما يعني أنه يلتهم كتبا بحسب حجم مدينته وعدد المستخدمين لليودل في منطقته! مجموع ما يطلع عليه الناس عن طريق الفيديو في اليويتوب (مشاهدة واستماعا) يعادل ما كان يجلس الناس عليه أمام التلفزيون التقليدي ثلاثة أضعاف، ويعادل عشرة أضعاف ما يجلس البالغون مع والديهم وذويهم وأطفالهم! والسبب أن اليوتيوب يوفر تلك المقاطع في السيارة وجيب المستخدم ومقاعد الدراسة والدورات التدريبية مجتمعة، وكذلك على برامج التواصل الأخرى كتويتر والفيس بوك والواتس اب. ازدادت نسبة مشاهدة الأفلام والمسلسلات العالمية والمحلية بزيادة تكاد تكون ستة أضعاف، خاصة لدى الشباب، بسبب توفر التورينت والنتفلكس ومواقع البث المسجل الذي يتيح للشباب إيقاف الأفلام والمسلسلات دون الاضطرار إلى الالتزام بجدول معين مثل جدول البث في القنوات الفضائية، بل وصل الأمر إلى أنهم ينتظرون أن تنتهي بعض القنوات الفضائية من بث كامل المسلسل، حتى يشاهدوا مسلسلهم المفضل «على كيفهم»، وعلى الطريقة التي يودونها مع حذف أو تسريع الإعلانات، وليس على كيف القناة الفضائية وبالطريقة التي تود وبالإعلانات الإجبارية. في العموم هم يقرؤون، ولكن ماذا يقرؤون؟ هم يقرؤون الهش من الكلام، والكلام الموجه وليس الحر، ويستمعون لأي شيء إلا الشيء المفيد، ويشاهدون كل شيء إلا الأصيل!

مشاركة :