بعد مرور أكثر من عام على الحصار وبعد استقرار العمل الجمركي واستعادة قدرته على توفير البضائع للسوق المحلي، قامت الهيئة العامة للجمارك بعمل استطلاع لمعرفة آراء موظفي إدارة الشحن الجوي والمطارات الخاصة، حول طبيعة العمل في مركز الشحن الجوي، وذلك لقياس الاختلاف في العمل بين ما قبل الحصار وبعده، وقد تمت مقابلة عدد من الموظفين لنطرح عليهم عدداً من الأسئلة، وهي كيف ترى الواقع الإيجابي للحصار على عمل الجمارك؟ ما الفارق الذي لاحظته بين حجم وضغط العمل قبل الحصار وبعده؟ ما الفائدة التي جنتها الهيئة من هذه التجربة؟ كيف ترى نجاح الدولة في السيطرة على سلبيات هذا الحصار بشكل عام؟ وإليكم آراء الموظفين كما أوردوها ولخصوها لنا بجملة «رب ضارة نافعة».يقول إبراهيم حسن الجيلاني الموظف بالشحن الجوي، إن الحصار جاء بفائدة كبيرة للدولة على عكس ما اعتقدنا في بداية حدوثه، أولها زيادة التعاضد والمؤازرة بين جميع من يعيش على أرض قطر والتفاف الجميع من أجل تحقيق مصلحة الوطن تحت راية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وثانيها التفات الدولة إلى ضرورة الاعتماد على النفس والبدء في تأسيس صناعات محلية بغرض تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات الأساسية التي يحتاجها السوق. تنوّع وأضاف أن عملية قيام الجمارك بالمساهمة مع الجهات المختصة في الدولة بتوفير المواد الغذائية من دول بديلة لدول الحصار، جعل هناك تنوعاً أفضل من ذي قبل، حيث كنا نعتمد على الاستيراد من دول محددة بحكم القرب الجغرافي، لكن الآن أصبح هناك تنوعاً بشكل أوسع بل وأسعار أفضل من ذي قبل. وحول حجم البضائع التي يتم استيرادها حالياً بالشحن الجوي مقارنة بفترة ما قبل الحصار، أكد الجيلاني أن البضائع الغذائية –على سبيل المثال- حالياً متوفرة بنفس القدر تقريباً، لكن ما يميز البضائع التي يتم استيرادها حالياً هو التنوع من عدة دول وهذا في حد ذاته يعتبر طريقة أفضل لتحقيق الأمن الغذائي من خلال تعدد البدائل لكل نوع من نوعيات البضائع الأساسية. دعم سريع من جانبه، قال سفر محمد الشهراني المفتش الجمركي بجمارك الشحن الجوي والمطارات الخاصة، إن أحجام بعض البضائع قلّت في الأشهر الأولى من الحصار، وشهد المنفذ انخفاضاً في عدد الإرساليات التي يتم بتفتيشها يومياً من قبل موظفي الجمارك، لكن سرعان ما تدفقت البضائع بعدها بأيام وخصوصاً بفضل الدعم السريع الذي قدمته دولة تركيا. وأكد الشهراني أن المفتشين الجمركيين أصبحوا أكثر اهتماماً في التدقيق على البضائع، حيث جاءت هذه الأزمة لتكون دافعاً معنوياً للجميع نحو الجد والاجتهاد وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على أمن وأمان هذا الوطن. انضباط الإجراءات وذكر عبدالله الشهراني: إننا جميعاً كموظفي الهيئة في المنافذ الجمركية بعد التعامل اليومي مع دول ومنتجات بديلة للدول المحاصِرة، لاحظنا أن هناك قدراً كبيراً من انضباط الإجراءات في البضائع المقبلة من الدول البديلة، وندرة أن يكون هناك تلاعب في الأوراق والإجراءات بنفس القدر الذي كان موجوداً في البضائع السابقة. وأضاف: كنت موظفاً في منفذ أبو سمرة البري، وكنت ألاحظ أن البضائع الخليجية تعاني أحياناً من عدم توفر كل الأوراق والإجراءات أو كونها غير مدرجة بها شهادة المنشأ، وغير ذلك من النواقص، ولكننا كنا نتساهل في هذه الأمور من أجل الاتفاقيات المشتركة ودورنا في التعاون ودعم المنتجات الخليجية وترويجها محلياً. وحول الفرق بين العمل في المنفذين البري والجوي، قال إن منفذ أبوسمرة البري كان يشهد يومياً تحرير عدد كبير محاضر الضبط وذلك بسبب كثرة البضائع المقلدة والمغشوشة، والنسبة الكبيرة من التلاعب التي كانت تتسم بها البيانات الجمركية في المنفذ. ضبطيات قليلة أما عن أبرز الدول التي تأتينا منها البضائع في الفترة الحالية فعلى رأسها تركيا وعُمان والهند وألمانيا وإيطاليا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى. وبخصوص شركات الشحن التي تعمل في الشحن الجوي، قال إن العمل مع شركات الشحن الكبرى له عدد كبير من الإيجابيات حيث تكون اجراءاتهم واضحة وسريعة نظراً لخبرتهم العالمية، كما أن نسبة الضبطيات قليلة جداً لا تتعدى 2% من إجمالي البضائع المقبلة منها. تسريع ديناميكية العمل من جانبه ذكر حمد الغالي الموظف بإدارة الشحن الجوي والمطارات الخاصة، أن الآليات الجديدة التي اتبعتها الهيئة العامة للجمارك بعد إعلان الحصار، كان لها تأثير واضح على الارتقاء بالعمل وتسريع ديناميكيته، مما أدى إلى تسهيل الإجراءات وتبسيطها من أجل سد حاجة السوق والمجتمع من البضائع المتنوعة، وهذا بلا شك دون الإخلال بالنواحي الأمنية وآليات التفتيش المتبعة لدى الهيئة. ميناء حمد وذكر أن المشكلة الكبرى التي كان يواجهها موظفو الجمارك في الشحن الجوي سابقاً هي أن عدداً ليس بالقليل من المنتجات الخليجية التي تأتينا من دول الخليج لا تكون خليجية المنشأ بل يتم استيرادها من دول أخرى وتصدر إلينا على أنها منتجات خليجية حتى يحصلوا على ميزة إلغاء الرسوم الجمركية المتبعة بين دول مجلس التعاون الخليجي. ورداً على سؤال يتعلق باستيراد البضائع كبيرة الحجم والتي كانت تستورد عبر المنفذ البري، قال أحمد سيف الموظف بالشحن الجوي، إن بضائع منفذ أبوسمرة البري ذات الحجم الكبير أصبحت تأتي من الدول الأخرى البديلة عبر ميناء حمد لأن منفذ الشحن الجوي لا يستوعب البضائع ذات الأحجام الكبيرة، بل يركز على البضائع العالية القيمة والخفيفة الوزن، وذلك لأن تكلفة الشحن الجوي أكبر فيلجأ التجار إلى استخدامها لنقل ما قل وزنه وغلا ثمنه. استفسارات جمركية بالنسبة لاستيراد الذهب للأغراض الشخصية كالخواتم والأساور، هل هناك أية رسوم جمركية عليها؟ ¶ الأمتعة الشخصية والهدايا الواردة مثل الذهب وغيرها مع المسافرين تعفى من الرسوم الجمركية، بشرط ألا تزيد قيمتها عن ثلاثة آلاف ريال، وفيما عدا ذلك تفرض عليها رسوم جمركية مقدارها 5% من قيمة البضاعة. هل يمكن إدخال جميع أنواع الأدوية الطبية الشخصية؟ ¶ نعم يمكن دخول الأدوية الشخصية مع وصفة طبية، شريطة أن يكون الدواء غير مقيد أو ممنوع، كما يجب أن تكون الكمية بسيطة تتناسب مع الاستعمال الشخصي، وفي حالة وجود قيد يجب مراجعة الجهة المختصة بالدولة للسماح بدخوله. لدينا بعض قطع الغيار الإلكترونية الخاصة بالمركبات نريد إعادة إرسالها إلى خارج الدولة (ألمانيا) ما الأوراق المطلوبة؟ ¶ المطلوب هو سجل تجاري يحتوي على نشاط تجاري بالمواد المراد تصديرها، وأن تكون الشركة مسجلة على نظام التخليص الجمركي، بموجب نسخة من السجل، والرخصة التجارية، وقيد المنشأة، ويكون ذلك في مكتب خدمة العملاء بالمبنى الرئيسي للهيئة العامة للجمارك، ويجب إحضار فاتورة تجارية أصلية وقائمة تعبئة وشهادة منشأ أصلية صادرة من الغرفة التجارية، وفي حالة لو كان التصدير بشكل شخصي فيحتاج الشخص لإحضار البطاقة الشخصية، وعمل بوليصة شحن، واستكمال إجراءات التصدير.;
مشاركة :