أنقرة ـ نبّهت تركيا الثلاثاء من أن "لا طائل" من حفاظ فرنسا على وجودها العسكري في سوريا لـ “حماية” وحدات حماية الشعب الكردية المنخرطة في الصفوف الأولى من معركة مكافحة الإرهاب. ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن وزير الخارجية التركية مولود تشاوش أوغلو قوله خلال لقاء مع الصحافيين “لا يخفى على أحد أن فرنسا تدعم وحدات حماية الشعب الكردية. وقد اجتمع ماكرون بممثلين عنهم”. وأردف “لا معلومات لدينا حول إيفاد المزيد من الجنود (الفرنسيين)، لكنهم يحافظون على تواجدهم الحالي. وإن كانوا يبقون لبناء مستقبل سوريا، فهم مشكورون. لكن إن كانوا يبقون لحماية الوحدات الكردية، فلا طائل من ذلك لأحد”. وتشارك فرنسا في تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق. وهي أوفدت طيّارين حربيين وعسكريين مدفعيين يتولّون عمليات القصف. كما إن عدّة مصادر أفادت عن نشرها عناصر من القوات الخاصة في الأراضي السورية، لكن الحكومة الفرنسية لم تؤكد بعد هذه المعلومات. وقد أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد عن أسفه الشديد إزاء القرار الأميركي، معتبرا أن الحليف “من شأنه أن يكون محل ثقة”. وأكدت فرنسا عزمها البقاء في هذا التحالف بالرغم من الانسحاب المعلن للقوات الأميركية من سوريا. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده عازمة على العبور إلى شرقي نهر الفرات بشمال سوريا في أسرع وقت ممكن. ونقلت ونقلت الصحيفة عن جاويش أوغلو قوله في إفادة صحفية إن تركيا تستهدف العبور إلى شرقي الفرات بأسرع وقت ممكن، دون أن تذكر المزيد من التفاصيل. وقالت تركيا هذا الشهر إنها ستشن عملية عسكرية في المنطقة. وفي الأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة سحب كل قواتها من شمال سوريا الأمر الذي دفع أنقرة لتأجيل خططها. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجه دعوة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب لزيارة تركيا في 2019. وقال المتحدث هوجان جيدلي في بيان "رغم أنه ليس هناك شيء محدد يجري التخطيط له، فإن الرئيس مستعد لاجتماع محتمل في المستقبل". وقالت الرئاسة التركية إن ترامب وأردوغان اتفقا خلال اتصال هاتفي على التنسيق لمنع حدوث فراغ مع انسحاب الولايات المتحدة من سوريا. ورحب أردوغان بقرار ترامب المفاجئ الأسبوع الماضي بسحب قوات بلاده من سوريا والذي قلب السياسة الأميركية في المنطقة ومن شأنه إزالة مصدر احتكاك بين البلدين. فيما كتب ترامب على تويتر إنه بحث مع اردوغان موضوع "تنظيم الدولة الإسلامية والتزامنا المتبادل في سوريا والانسحاب البطيء والمنسق إلى حد بعيد للقوات الأميركية من المنطقة".وتدعم واشنطن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في حين تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية. وقال مسؤول أميركي رفيع إن ترامب لم يناقش قرار الانسحاب مع أردوغان مسبقا. وقال متحدث باسم أردوغان الاثنين إن مسؤولين عسكريين أميركيين سيزورون تركيا هذا الأسبوع لمناقشة تفاصيل الانسحاب من سوريا مع نظرائهم. وترمي الإستراتيجية الأميركية إلى تفادي فراغ في السلطة في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد وقد يستفيد منه نظام بشار الأسد. وتعهدت تركيا الاثنين بعدم التهاون في قتال تنظيم داعش بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا حيث عزز مسلحون من المعارضة تدعمهم أنقرة مواقعهم في المنطقة المحيطة بمدينة منبج. ورفض إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المخاوف إزاء احتمال استعادة داعش أراضي كانت تحت سيطرتها بعد الانسحاب الذي أمر به الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال في مؤتمر صحفي "في إطار التحالف العالمي الساعي لهزيمة داعش، نود أن نعبر مجددا عن أننا لن نسمح بتكرار مثل هذا الأمر على التراب السوري ولا التراب العراقي ولا التراب التركي". وأكد كالين أنه لن يكون هناك أي تراجع أو تهاون في الحرب على الدولة الإسلامية.وتساند روسيا الرئيس السوري بشار الأسد بينما دعمت تركيا مسلحين من المعارضة السورية. واتفق البلدان في سبتمبر على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، آخر معقل كبير للمعارضة السورية. من جهته، قال متحدث باسم جماعة معارضة مسلحة في سوريا الاثنين إن قوات سورية تدعمها تركيا عززت مواقعها في المنطقة المحيطة بمدينة منبج، التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، في إطار استعدادها لانسحاب القوات الأمريكية. وقال الرائد يوسف حمود الناطق باسم الجيش الوطني، جماعة المعارضة الرئيسية المدعومة من تركيا في المنطقة، " تم توجيه بعض أرتال من قوات الجيش الوطني السوري إلى محور منبج وأخذت مراكز أولية من أجل المعركة". وأضاف قائلا إن القوات الأميركية ما زالت في منبج وإن المقاتلين المدعومين من تركيا لن يتقدموا إلا بعد أن تنسحب.
مشاركة :