ماذا تريد الولايات المتحدة من المنطقة العربية (3-3)

  • 12/27/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

‭‬ في ظل المخططات التي أطلقتها الإدارات الأمريكية السابقة في المنطقة ونتائجها على أوطاننا وشعوبنا فإن توصيف (الحليف العدو) ليس ببعيد عن الحقيقة! لأن الكوارث تصب على رؤوس الشعوب العربية على الرغم من التحالفات العربية مع أمريكا والغرب! منذ سقوط بغداد وما سبقه من أحداث أدت إليه لمسنا حجم «الغدر الأمريكي» بحاضر ومستقبل بلداننا وبطموحات شعوبنا في الأمن والاستقرار والتنمية وحيث أهم ما جاءت به حيثيات «الفوضى الهدامة» التي أطلقتها «كوندليزا رايس» هي (صناعة الإرهاب الداعشي والشيعي المليشياوي) وتوجيه صناعة (التغيير) من خلال أحداث 2011 وما بعدها بشكل كارثي على الدول أفرز الأوضاع العربية الراهنة! وتراجع التماسك العربي في حماية أمنه القومي وأمنه واستقراره الداخلي، وصولاً اليوم إلى (التمدد الإيراني البغيض) في عدد من دولنا وعودة الطموح التركي إلى استعادة «حلمه العثماني» الذي صرَّح به «أردوجان» نفسه رغم الضربة القاضية لنظام «الإخوان» في مصر! ورأينا ولمسنا (الدور القطري) أو دويلة قناة «الجزيرة» وما أحدثه هذا الدور من تمزيق خطر للأمن والاستقرار العربي، ونحن اليوم على مشارف إعلان «صفقة القرن»! هذا ما حدث على أرض الواقع أما التصريحات المعسولة فلا شأن لنا بها! ‭{‬ الذي تريده الولايات المتحدة في المنطقة العربية في المدى المنظور وكما علمتنا خبرة العقود الماضية: 1- تريد من التحالف العربي إعلان الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني بحجة مواجهة الإرهاب الإيراني، وكأن المشروع الذي يقوده «الكيان الصهيوني» لا يستهدف العرب والمنطقة العربية! وكأن صفقة القرن هي حلم الحالمين العرب! 2- تريد عدم السماح ببزوغ قوة عربية قادرة على أي مواجهة للتهديدات لأمنها الداخلي أو الأمن القومي العربي، ومن هنا يتضح حجم الاستهداف للسعودية وأسباب الحملة الشرسة ضدها وضد ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» الذي أعلن بثقة رؤيته 2030 وعزمه على تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا جديدة! بالنسبة إلى أمريكا والغرب فإن بزوغ قوة عربية بحجم السعودية وثقلها أمر مخيف! 3- تريد الولايات المتحدة رغم الحرب الكلامية بينها وبين إيران والعقوبات التي لا نزال نراها شكلية! أن يبقى مشروعها مستمرًا على المدى المنظور ويمثل تهديدًا (عقديا وسياسيا واحتلاليا) لعديد من الدول العربية وعن طريق أذرعها التي لم يتم تصنيفها كإرهاب، فذلك يصب في المشروع التقسيمي من دون مواربة! والصراع الكبير ينشط شركات السلاح الأمريكية والاحتواء الأمريكي المزدوج! 4- تريد الولايات المتحدة إبقاء الصراع في اليمن مفتوحا وعدم قطع شأفة (الحوثيين) من الجذور! والاعتراف بهم رغم انقلابهم على اليمن وعلى الشرعية ورغم إرهابهم ورغم كونهم «ذراعا إيرانية» واضحة، لكي يدخل الغرب وأمريكا إلى إدارة الصراع وليس حله وفق أجنداتهم! وما يبقى الباب مفتوحًا لاحتمالية تقسيم اليمن! 5- تريد الولايات المتحدة الإبقاء على (الدور القطري) ورعايته علنا أو في الخفاء مع الضغط على دول المقاطعة بالمصالحة رغم استمرار الدور الخطر! لأن الدور القطري يصب مباشرة في المشروع الأمريكي للمنطقة! 6- تريد عدم خسارة «الحليف التركي» وما دام مطلبه يخص الجغرافيا العربية وقيادة المسلمين فذلك يصب أيضا في فحوى إضعاف العرب وعلى رأسهم السعودية (الحليفة!) وحتى تبقى المنطقة العربية تحت أسر وتهديد (3 أخطر مشاريع أجنبية إقليمية، وهي: المشروع الصهيوني والمشروع الإيراني والمشروع التركي) وبما لا يسمح بصعود أي قوة عربية قادرة على مواجهة هذه المشاريع الخطرة التي تحيط بالمنطقة العربية، بعد أن أنهكتها المخططات الغربية التي استهدفتها منذ سقوط بغداد تحديدا! وتلك هي أهم ملامح المشروع الأمريكي في المنطقة! 7- أما فيما يخص سوريا والعراق وليبيا فإن جداول الإضعاف والاستنزاف عبر الإرهاب أو عبر التدخلات الإقليمية (إيران وتركيا وإسرائيل) هي جداول عمل مستمرة، ما يؤدي إلى عدم عودة اللحمة العربية لحماية الأوطان والشعوب! ‭{‬ هكذا يتضح أن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية لم تتغير بل هي في الواقع مستمرة ومتصاعدة وإن تباطأت أو تعرقلت هنا أو هناك قليلا أما البروجندا الأمريكية والإسرائيلية والحرب الكلامية ضد إيران فهي في النهاية مجرد بروجندا، ما يجعل من (الحليف العدو) الأمريكي، ومعه المشروع الغربي أكبر مهدد في الواقع لحاضر ومستقبل دول هذه المنطقة! ونعيد: لا تهمنا التصريحات الأمريكية أو الغربية المهادنة أحيانا للعرب والشرسة أحيانا أخرى في الضغوط والابتزازات، فواقع الحال يقول إن من يدير أمريكا وأوروبا في الخفاء يريد (إضعاف العرب واستباحة ثرواتهم) فيما النتائج العملية على أرض الواقع هي تقوية «إسرائيل» و«إيران» و«تركيا»، لأن مشاريعهم ومن ينفذ أجندتهم من مرتزقة الوطن العربي والعالم يصب في النهاية في (هدف إضعاف العرب وعدم السماح ببروز أي قوة عربية) وحيث الاستهداف الأكبر يقع اليوم على السعودية تحديدًا ومعها مصر! فيما معادلة (الحليف العدو) مستمرة في خلخلة توازنات المنطقة وبأساليب مختلفة! ونسأل سؤالنا الأزلي: العرب أين هم؟! والمشروع العربي أين هو؟ ومتى سيستفيق العرب؟!

مشاركة :