ماذا تريد الولايات المتحدة من المنطقة العربية (2)

  • 12/26/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

‭‬ بعد التدخل الأمريكي المباشر في العراق رست الأمور في هذا البلد العربي الكبير على الدمار وترسيخ الفوضى السياسية والطائفية، وحكم المليشيات الشيعية، ولكن مع الانسحاب الأمريكي من هناك بقي الدور وبقي النفوذ والتدخل وإدارة الصراع وترسخت الفوضى! بعد التدخل الأمريكي في سوريا والذي اعتبره النظام السوري «غير شرعي» واحتلالا، أعلن ترامب اليوم انسحاب قواته بعد -كما يبدو- تفاهمات أمريكية - تركية أدت إلى إعلان أردوجان تأجيل الهجوم على شمال سوريا، وربما تفاهمات أمريكية - روسية. ‭{‬ هكذا يتم ترك سوريا مستباحة للقوى الإقليمية كإيران وتركيا وروسيا فإلى جانب تركيا فإن الانسحاب الأمريكي يعطي فرصة أكبر للتمدد والنفوذ الإيراني من جهة كما حدث في العراق مع الاختلاف، ويترك للتلاعبات التركية بالجغرافيا السورية فرصة أكبر من جهة ثانية، وللنفوذ الروسي من جهة ثالثة! والسؤال.. لماذا؟! حتى تستنزف هذه القوى نفسها وبعضها. وبنظرة أخرى أعطى الانسحاب الأمريكي (الأطراف الداخلية) بعد التخلي عن المعارضة في «إدلب» والأكراد «قسد» فرصة التقاتل والصراع، وحيث «الحكومة المركزية في دمشق» في مواجهة كلا الطرفين، وهذا يعني أن بؤر الصراع مستمرة إلى أجل آخر رغم ما يقال عن تحريك الحل السياسي بتفاهمات روسية -تركية -إيرانية، في ظل غياب عربي فاعل ومؤثر! وبعد أن تستنزف هذه القوى بعضها تحسم أمريكا المسألة حتى ولو بحرب كبيرة! ‭{‬ هناك من يشير إلى احتمالية أن تشن «إسرائيل» حربا ومعها أمريكا مباشرة أو في الخلف (لترسيخ متغيرات قادمة في المنطقة)! ولذلك كان من الأجدى إعلان «ترامب» انسحاب قواته التي لا تزيد أعداد أفرادها على الـ(2000) عنصر مع الإبقاء على الحملات الجوية الأمريكية بحسب الحاجة! ومن جانب آخر يفتح هذا الانسحاب في الظرف الراهن الباب لعودة «إرهاب داعش» مثلما يعطي «إيران» مجالا لأخذ النفس الطويل في سوريا وبزخم سياسي وميداني وعسكري أكثر انفتاحا على الحركة وتغيير الديموغرافيا السورية التي بدأتها وذلك في صالح مشروع التقسيم الأمريكي والغربي! إلى جانب أن التفاهمات الأمريكية - التركية تعطي تركيا (زخما أكبر) في تحقيق مطالب أردوجان الذي يرى أن الشمال السوري والموصل في العراق هما جزء من الخريطة التركية! وذلك بدوره أيضا يصب في المخطط التقسيمي الأمريكي! ‭{‬ أمريكا عودتنا في العقود الأخيرة أنه مع بداية كل عقد لا بد أن تكون هناك نقلة نوعية خطرة في المنطقة! ففي (1990) أعلن بوش الأب (النظام العالمي الجديد)! الذي أعقبه حصار العراق ثم احتلاله وتدميره وإخراجه من معادلة القوة العربية! بداية 2001 (أحداث سبتمبر) وإعلان الحرب على الإسلام والعرب باسم الحرب على الإرهاب! وما تبعه من الحرب على أفغانستان ثم الحرب على العراق بحجة كاذبة هي أسلحة الدمار الشامل! 2011 دخلت المنطقة مرحلة الفوضى السياسية و«الخريف العربي» وانكشاف المشروع الإيراني والمشروع التركي «الإخواني» و«الدور القطري» الخطر في تمزيق الدول العربية! وهنا نلاحظ أن العرب دائما هم الضحية من المخططات الأمريكية والغربية! ‭{‬ ونحن نقترب الآن من 2020، يبدو أن هناك (طبخة جديدة) قد تم إعدادها للمنطقة العربية سواء بحرب جديدة كبرى يتم توريط عدد من دولنا فيها، أو بفرض «مشروع صهيوني» أكبر تقوم على أساسه «إسرائيل الكبرى» سواء عبر الهيمنة والنفوذ المباشرين أو عبر حرب يتحدث عنها «الإعلام الماسوني» بضراوة منذ فترة هي حرب النهايات أو حرب «هر مجدون» تبدأ بصفقة القرن! ولذلك فإن (الحلفاء الأعداء) ينطبق على الحليف الأمريكي - الغربي وعلى علاقة التحالفات الأمريكية - العربية لأننا منذ عقود لم نر من هذا (الحليف العدو) إلا الويلات والكوارث على دولنا! والضغوط واستهداف السعودية اليوم ليس بمنأى عن ذلك! وغدا نكمل..

مشاركة :