قال مستشار تطوير الذات وخبير العلاقات والمستشار الأسري د. طلال بن عادل أباذراع لـ «اليوم» إن المرافق العامة والمدارس والطرقات إنما وجدت لخدمة الجميع والواجب على الجميع حمايتها والحفاظ عليها من عبث المستهترين الذين يمارسون السلوكيات المنافية للشرع وللذوق العام، مضيفا: إن هذه السلوكيات تنم عن شخصيات مستهترة أو جاهلة تفتقد للحس الحضاري وأبعد ما تكون عن الأناقة الروحية والآداب الإسلامية الراقية، ولخص د. أباذراع الأسباب التي دعت هؤلاء المستهترين لهذه السلوكيات في عدة أمور أهمها: نقص التنشئة الأسرية في المنزل وتخاذل الأهل في التربية وتساهلهم في عدم احترام الذوق العام وآداب الإسلام بإماطة الأذى عن الطريق، كذلك ضعف المخرجات التعليمية التي تركز على التلقين المعرفي دون التأكيد على الممارسات السلوكية الحضارية قولا وفعلا، كذلك نقص الرقابة النظامية والتساهل بمحاسبة المخالفين وعدم الجدية بتطبيق النظام المجرم لمثل هذه الأفعال غير الحضارية مما دفع هذه الفئة للتمادي وتجاهل الأنظمة، كذلك تواضع الحملات التوعوية التي تشنع هذه السلوكيات الخاطئة وسلبية بعض المرتادين عن زجر المخالفين. مضيفا: إن الأبناء يقتدون بالأهل والآباء وهم نموذجهم السلوكي في الحياة فمن كان من الأسر صاحب حس حضاري وسلوك راق كان الأبناء منقادين لا شعوريا لما تعودوا عليه «وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوهُ».والتربية بالنمذجة والقدوة تفوق عشرات المحاضرات التوعوية والخطب الرنانة إذ ان الأبناء والبنات يتأثرون بما يرون وما يشاهدون لا بما يسمعون من تنظير وتمثيل بلا امتثال. فالواجب على الأسر غرس العادات الإيجابية والتي أمرتنا بها الشريعة الإسلامية الغراء فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ومنهم الأب والأم وضرورة تدريب أبنائه وامتثاله لإماطة الأذى عن الطريق التي هي من شعب الإسلام، وهي نجاة من النار واستحضار المحافطة على جمال الأماكن، فالله تعالى جميل يحب الجمال وإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وأمثالها من النصوص الشرعية التي تأمر الوالدين بامتثال هذه السلوكيات وتربية أبنائهم عليها، وعن كيفية القضاء على مثل هذه السلوكيات والحد منها.ومن وجهة نظر اجتماعية سلوكية، قال د. أباذراع إنه يمكننا التغلب على هذه المشكلة المجتمعية من خلال سن التشريعات والقوانين والأنظمة المجرِمة لمثل هذه السلوكيات الشاذة، وترتيب مخالفات رادعة على المخالفين ماليا ومعنويا، وتكثيف الحملات التوعوية في جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ولوحات الطرقات العامة، وإقامة المهرجانات والفعاليات، ورصد الجوائز الداعمة للمحافظة على المرافق والبارزين في هذه المحافل وتكريم المواطنين والمقيمين الملتزمين وذوي المبادرات الحضارية في هذه المجالات.
مشاركة :