أكد الكاتب محمد فاضل، أستاذ القانون بجامعة تورنتو الكندية، أن نجاح امرأتين أميركيتين مسلمتين من الحزب الديمقراطي -هما الأميركية الفلسطينية رشيدة طليب واللاجئة الصومالية إلهان عمر- في الوصول إلى «الكونجرس»، أثار مخاوف الأنظمة العربية المناهضة للديمقراطية منها السعودية والإمارات؛ لافتاً إلى تمسّك هذه الأنظمة برفض أي نوع من الديمقراطية لشعوبهم. وقال الكاتب، في مقاله بموقع «ميدل إيست آي»، إن ربط دول مثل الإمارات والسعودية مصائرها بالرئيس الأميركي دونالد ترمب يُظهر جهلاً مطبقاً بواقعيات السياسة الأميركية، وعمق سُمّية ترمب؛ لافتاً إلى أنها إذا لم تتحرك بسرعة لفسخ علاقاتها به فسوف توصم بتلك السُّمّية نفسها. وأشار إلى أن يوم الحساب قد بات قريباً جداً مع التقارير المتواترة بأن المدعي الخاص روبرت مولر بدأ يوجّه انتباهه لعلاقات ترمب بإسرائيل والسعودية والإمارات، ومن المحتمل جداً -خصوصاً بعد هجمات هذه الدول الشريرة على العرب والمسلمين الأميركيين- أنه لا السعودية ولا الإمارات ستجدان أية مجموعات محلية داخل الولايات المتحدة تقف بجانبهما عندما يأتي يوم الحساب بعد ترمب. ومضى الكاتب يقول إنه بدلاً من اعتبار ملايين العرب والمسلمين الأميركيين جسراً طبيعياً كرصيد من رأس المال البشري ذي المهارات العالية الذي يمكن استخدامه لتحسين العالم العربي، تنظر إليهم الأنظمة العربية المستبدة وإلى سياساتها الديمقراطية على أنها تهديد وجودي لنظامها. وقال الكاتب: «الأكثر إثارة للصدمة هو الأصوات الداعمة للرئيس الأميركي بالعالم العربي، التي انضمت إلى اليمينيين الإسلاموفوبيين لتنتقد بقسوة النجاح الانتخابي للمسلمين الأميركيين عام 2018». وأشار إلى أنه حتى قبل اكتمال نتائج الانتخابات الأميركية، حذّر كاتب مصري بصحيفة «الأهرام» -الموالية للحكومة- من تحالف بين «جماعة الإخوان المسلمين الدولية» والحزب الديمقراطي، للإطاحة بترمب. ولم يكتفِ بذلك، بل صرّح بأن «الإخوان المسلمين» يسيطرون بالفعل على عدة ولايات بما فيها فلوريدا وكاليفورنيا وتكساس وشيكاغو وميشيغان، وأن الجماعة خصصت 50 مليار دولار لدعم حملة انتخابات حلفائها في الولايات المتحدة. وعلّق المقال بأن مثل هذه الادعاءات مجرد تخاريف تغذّي المؤامرات الدولية لتفسير نجاح الساسة الأميركيين العرب المسلمين المناهضين لترمب. وقال إن هذا الاحتضان السافر للإسلاموفوبيا الأميركية -من قِبل النخب السياسية العربية المناهضة للديمقراطية- يكشف عن صلات هذه النخب العميقة بشبهة اليمين السلطوي في أي شيء ينمّ عن «العولمة».;
مشاركة :