قالت الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد، إن القومية السعودية التي يسعى الأمير محمد بن سلمان إلى تطويرها تتناقض مع انتشار القبلية في الصراعات الإقليمية، وقد ظهر ذلك بشكل أوضح خلال النزاع الذي دام سنة مع قطر عندما حشدت السعودية المجموعات القبلية السعودية ضد الدوحة. وأضافت الرشيد في مقال بموقع «ميدل ايست أي» البريطاني، أنه «سرعان ما أقيمت مهرجانات قبلية تسخر من قطر عبر الحدود السعودية، كل هذا يكشف تناقضات الأجندة القومية الشاملة لخلق مواطنين سعوديين جدد من فتات قبلي يتم نشرهم بشكل أكثر فاعلية لخوض حرب إعلامية مع قطر».وذهبت الكاتبة للقول: «مشروع بن سلمان لبناء أمة حديثة وهم يحمل تناقضاً، ككل المشاريع القومية في الماضي والحاضر، فكراهية الأجانب والقبلية والانفتاح السطحي لا يتفق مع المشروع الليبرالي الجديد لتحويل السعودية إلى اقتصاد منتج وبلد متسامح ومجتمع مفتوح». وتابعت: «في حين أن كل القومية هي بناء، لا يبدو أن الشكل السعودي الحالي يقف على أرضية صلبة. لا شك أن بن سلمان سعى لجذب الشباب بفتح المجالين الاجتماعي والثقافي، لكن الأخير يحتاج إلى أكثر من مباريات كرة قدم أو حفلات موسيقى الروك لتحويلهم إلى مواطنين سعوديين رياديين». وقالت الرشيد: «لا يمكن لبن سلمان أن يبيع للشباب كلمات ورموز ووعود فقط؛ إنه يحتاج إلى جعل القومية تحقق فوائد ملموسة مثل الوظائف وانخفاض التضخم والأمن. لا يمكن أن يكون على رأس كل القرارات ويتوقع أن يكون للأمة حصة في نجاح مشاريعه». وأضافت: «طالما بقي الشباب فئة مستبعدة في صنع القرار وفي الحكومة، فإنهم سوف يرفهون عن أنفسهم بالتلويح بالأعلام في كل مباراة كرة قدم». واستدركت: «لكن الاستبعاد السياسي مثل الذي تشهده السعودية بين جميع المواطنين، سيجعل الأمة هيكلاً هشاً يتلاشى وينهار ويمكن أن يؤدي لنتائج عكسية مثل كراهية الأجانب والتعصب الأعمى». ورأت الكاتبة أن الحلم السعودي سوف يختنق إذا بقي مجرد مشروع حكومي غير مدعوم بفوائد ملموسة لجميع المواطنين. وختمت مقالها بالقول: «لتجنب الجانب المظلم من القومية المفرطة، يحتاج بن سلمان إلى إدراك أن الاستبعاد هو عدو لبناء أمة مستدامة، وأن القومية المبنية على الاستبعاد ليست عادلة ولا مستدامة، وأن بناء الأمة يعتمد على التضمين».;
مشاركة :