استقطبت الإمارات في السنوات العشر الماضية العديد من صناع السينما والدراما الخليجيين والعرب والعالميين، من أجل تصوير أعمالهم الفنية الجديدة في أماكن متفرقة من إمارات الدولة، حتى أصبحت الوجهة الأولى لصناع الفن السابع والدراما من مختلف أنحاء العالم والوطن العربي، وشهدت السينما في الآونة الأخيرة انتعاشة فنية خصوصاً مع إنتاج أفلام تجارية تجاوز عددها 17 فيلماً في العامين الماضيين، ونافست بشكل كبير بعد عرضها الجماهيري على شباك التذاكر، لكن ومع كل هذه الإمكانات والتطورات إلا أن صناع السينما والدراما في الإمارات لا يزالون يحلمون بالطرق المثلى التي تصل بهم إلى «صناعة النجم»، فماذا قالوا.. وما السبيل لذلك؟. افتقادنا للتسويق «التوزيع والتسويق والانتشار».. أهم أسباب صناعة النجم، ولا نزال لدينا قصور في هذه المسألة، هذا ما أكده الفنان أحمد الجسمي، مشيراً إلى أن الممثل الإماراتي يتمتع بإمكانات وقدرات هائلة، فهو نجم بحق الكلمة، لكن هناك العديد من المعايير والإمكانات التي لا تجعله يعبر خارج الحدود، منها التوزيع الجيد للفيلم أو المسلسل، بمعنى أن يعرض بعيداً عن المحلية، ويشاهد في بلاد عربية وخليجية أخرى، والتسويق الأكبر للفيلم وتخصيص ميزانيات للإعلان عنه بطريقة جيدة، إلى جانب انتشار الفنان خارج الإمارات، ومشاركته في أعمال أخرى لبلاد أخرى، مثلما يفعل الممثلون الخليجيون الآخرون، منوهاً إلى أن التلفزيونات هي عامل أساسي في تسويق الفنان وصناعته بالشكل الصحيح. لا يبيع ولفت الفنان والمنتج حبيب غلوم إلى أنهم يعانون من مشكلة «صناعة النجم» وعدم التسويق للفنان الإماراتي، والعمل الفني المحلي بالشكل الصحيح، مثل باقي الدول الأخرى، وقال: الفنان الإماراتي لا يبيع، والعمل المحلي لا يعرض إلا داخل تلفزيونات وسينما الدولة إلا إذا عرض في مهرجانات خارجية، وإذا خرج عمل من هذا القفص سيكون مع مشاركة فنانين من الخارج وتأدية الأدوار باللهجة البيضاء، وهذا الأمر يؤثر على جميع الفنانين الإماراتيين، منوهاً إلى أنه في السابق تم إنتاج فيلم «المختارون» للمخرج علي مصطفى، وتم عرضه في مهرجانات محلية وخارجية، وشارك في بطولته نخبة من الممثلين العرب، منهم سامر المصري وسامر إسماعيل وعلي سليمان، وحقق الفيلم رواجاً كبيراً، بحكم قصته المختلفة وتصويره المميز وأبطاله المبدعين، ومثل هذه الأعمال تكسب الفنان في تحقيق النجومية خارج بلده. جهة الإنتاج من جهته، أكد المنتج والفنان منصور الفيلي أن مشاركة الفنان الإماراتي في أعمال عربية وخليجية أخرى، سوف يسهم في تعزيز انتشاره خارج الإمارات، مثل الفنانين الآخرين من خلال اشتراكاتهم في أعمال إماراتية وخليجية أخرى، وتأتي هذه المشاركات من خلال الاتفاق والترشيحات من الجهات المعنية بإنتاج العمل الفني سواء سينما أو تلفزيون، مثلما حدث في الفيلم الإماراتي الأخير «شباب شياب»، الذي عُرض في صالات السينما منذ فترة، وشارك فيه نخبة من نجوم السينما والدراما من الخليج والدول العربية، مثل سعد الفرج وسلوم حداد ومرعي الحليان، وحقق الانتشار المطلوب، لدرجة أن الفيلم حقق مراكز متقدمة في شباك التذاكر من خلال عرضه في صالات السينما السعودية، ومثل هذه الأمور الإنتاجية والمشاركات الفنية تصنع النجم، وتجعله منتشراً لدى جماهير عريضة من مختلف أنحاء العالم العربي، مشدداً أن الساحة الفنية الإماراتية تحتاج إلى إنتاج أعمال درامية وسينمائية بالمستوى والفكر نفسه. صقل الخبرات أشار منصور الفيلي، إلى أن الإمارات أصبحت وجهة لتصوير الكثير من أفلام هوليوود وبوليوود، والتي يمكن من خلالها تطوير السينما الإماراتية ومشاركة بعض النجوم، مثلما شاركت سابقاً في بطولة فيلم «ديشوم»، فهي تستضيف بعض الجهات وتقدم تسهيلات للأفلام العالمية، مثل «مهمة مستحيلة» لتوم كروز، وبالتالي يمكن إجراء جلسات وورش عمل بحضور نجوم التمثيل في الإمارات، لصقل خبراتهم. نجاح وانتشار أكد سلطان النيادي أن النجم في البداية يجب أن يصنع نفسه بنفسه، من خلال الأداء المميز، واختيار الأدوار المناسبة والمشاركة في أعمال قوية، وهذه العناصر اجتازها الممثل الإماراتي عبر مشاركاته الفنية في السينما أو التلفزيون، ونجح في أن يقدم أعمالاً وحقق نجاحاً وانتشاراً كبيرين، لكن يتبقى ما يسمى بـ«صناعة النجم» التي تتولاها شركات الإنتاج والتوزيع والمحطات التلفزيونية، التي تستطيع تسويق العمل وفنانيه جيداً، وبالتالي يتحقق حلم «صناعة النجم»، لافتاً إلى أن هناك بعض التلفزيونات الخليجية التي تعقد اتفاقات مع شركات وتلفزيونات أخرى تشترط عليهم مشاركة الفنان الخليجي في أعمالهم، وهذا يجعلهم ينتشرون خارج نطاق المحلية.
مشاركة :