مسؤولون في القطاع الصحي لـ«الاتحاد»: الإمارات تحقق المعادلة الصعبة..عودة الحياة والتزام الوقاية

  • 8/4/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مسؤولون بالقطاع الصحي، أن استمرار انخفاض حالات كورونا خلال أيام عيد الأضحى هو مؤشر على نجاعة الخطط المتبعة في التعامل مع هذا الوباء العالمي، لافتين إلى أن أهم رسالة يمكن استخلاصها من تجربة عيد الأضحى، هي أنه بتعاون الجميع والتزام المجتمع، نحن قادرون على السيطرة واحتواء هذا المرض، تمهيداً للانتصار عليه. وأشاروا في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن عدم حدوث ارتفاع في حالات الإصابة في إجازة العيد، يظهر أن دولة الإمارات قادرة على تحقيق المعادلة الأصعب والأهم عالمياً في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، وهي الجمع والتوازن بين إجراءات مكافحة الوباء من جهة واستمرار القيام بالنشاطات الاجتماعية والاقتصادية من ناحية أخرى. ونوه هؤلاء المسؤولون بما وصل إليه وعي المجتمع بالنسبة لفيروس كورونا المستجد، وأخذ الغالبية العظمى من الأفراد بسبل الوقاية من العدوى به، إلا أنهم شددوا في الوقت نفسه على ضرورة أن نبقى ملتزمين جانب الحذر، ومتبعين التعليمات الصحية الصادرة من الجهات الرسمية. أرقام ودلالات وقال الدكتور حيدر اليوسف، المدير العام لمجموعة الفطيم للرعاية الصحية: «في عيد الفطر الماضي، كانت مرحلة ذروة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث وصلت أعلى حالات الإصابة في عيد الفطر إلى 812 حالة، أما في إجازة عيد الأضحى، فكان أعلى عدد في حالات الإصابة 302 حالة، وإذا قارنا بين أعلى حالات الإصابة في أيام إجازة العيدين، سنجد أن هناك انخفاضاً في الحالات بنسبة تتجاوز 63%». وأكد اليوسف أن هناك انخفاضاً في حالات الإصابات الجديدة بفيروس كورونا بالدولة، مما يدلل على استقرار وتحسن الوضع الصحي، لافتاً إلى أن حالات الشفاء في الدولة بلغت في الوقت الراهن نحو 90% من إجمالي حالات الإصابة، وللحفاظ على هذه المكتسبات نحتاج إلى مزيد من الالتزام بالإجراءات الوقائية. أسباب ونتائج وقال شريف بشارة، الرئيس التنفيذي للمستشفى الأميركي بدبي: «هناك العديد من الأسباب التي ساعدت دولة الإمارات على المحافظة على المعدلات اليومية للإصابة بفيروس كورونا خلال فترة عيد الأضحى، وأهمها التخطيط المسبق، ووجود رؤية مسبقة، واستخدام التكنولوجيا في التنبؤ بالمخاطر والتحديات قبل حدوثها، وكان ذلك جلياً في بداية إدارة الأزمة»، مشيراً إلى أن استمرار انخفاض حالات الإصابة، رغم وجود عطلة عيد الأضحى وخروج الناس وحدوث تجمعات، دليل على نجاح مكافحة الوباء من جانب الدولة، إلى جانب ثقة المواطنين والمقيمين في القيادة، والالتزام بتوجيهاتهم وتعليماتهم، مؤكداً أن ما حدث خلال عيد الأضحى يجسد وعي المجتمع ومعرفته بشكل كبير بالدور المنوط به. وذكر بشارة، أن من أهم النتائج التي يمكن أن نستخلصها من تجربة عدم زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال عيد الأضحى، ضرورة الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي، واتباعه نمط حياة في المستقبل، والقدرة على إدارة الأزمة مستقبلياً. وشدد الرئيس التنفيذي للمستشفى الأميركي في دبي، على الحاجة في المستقبل إلى الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية، واتباع الوسائل الوقائية، لضمان الوصول إلى صفر إصابات جديدة في دولة الإمارات خلال الفترة المقبلة. البيئة المناسبة ومن جهته، تحدث الدكتور طارق فتحي، الرئيس التنفيذي للعمليات بمجموعة «ميديكلينك الشرق الأوسط»، عن أهم المبادرات التي اتخذتها دولة الإمارات للسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد في وقت قياسي، مشيراً إلى أن التشريعات والإجراءات الاحترازية اللازمة أوجدت البيئة المناسبة لإعادة فتح الاقتصاد وممارسة الأعمال، وأكد أن نجاح التشريعات والجهود المبذولة ظهر في التزام المجتمع خلال عيد الأضحى، حيث تم الجمع بين أمرين متوازيين عودة الحياة والمحافظة على التدابير الاحترازية، وهي المعادلة والأهم والأصعب عالمياً. ولفت فتحي إلى أن تطبيق الإجراءات الوقائية ساعد على مرور إجازة العيد بصورة إيجابية، ولذلك من المهم الاستمرار في ذلك، والتعاون والالتزام من أفراد المجتمع مع الجهات الصحية بالدولة للوصول إلى بر الأمان، والسيطرة الكاملة على المرض بعدم ظهور حالات إصابة جديدة. الوعي المجتمعي ووصف الدكتور مروان حواري، مدير الإدارة الطبية بمستشفى برجيل دبي، النتائج المتحققة حتى الآن وخاصة خلال العيد، بأنها دليل بشكل واضح على وعي المجتمع وحسن استجابة أفراده، والتزامهم بوسائل الوقاية المطلوبة، مؤكداً أن هذه التجربة تبعث فينا التفاؤل بإمكانية تحقيق التوازن بين سبل الوقاية من جهة واستمرار الفعاليات الحياتية من جهة أخرى. وعن إمكانية الوصول إلى صفر إصابة، أجاب حواري: «من خلال نظرنا إلى المعطيات، نرى أن تناقص الحالات بشكل مبشر يدعو للتفاؤل، فكل ما هو في تناقص سيصل إلى الصفر، أما متى؟ فهذا يتعلق بمعطيات عدة، وعلينا ألا ننسى أن هذا الوباء عالمي، وله أنواع عدة». مناعة جماعية وبدورها، قالت الدكتورة يمنى ديراني، اختصاصية الأمراض الباطنية والجرثومية المعدية بمستشفى الإمارات بدبي: عيد الأضحى كان بمثابة اختبار للإمارات للوقوف على مدى السيطرة على الوباء، بغض النظر عن خروج الناس وممارسة حياتهم بشكل طبيعي. وأضافت: «رغم خروج الناس بشكل كبير، لكن لم ترتفع الإصابة بكورونا، وذلك لسببين رئيسين، الأول: الالتزام التام من المجتمع سواء الأفراد أو المؤسسات، والثاني: وجود مناعة جماعية من المرض، ما جعل الفيروس يمكن وصفه بأنه أصبح ضعيفاً». وذكرت ديراني، أن المجتمع الإماراتي كون قناعة تمامة بأنه بالالتزام بالتدابير الاحترازية يمكن أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي، حيث يمكن مع الإجراءات الوقائية أن نخفف خطورة إمكانية الإصابة بالفيروس بنسبة كبيرة جداً.

مشاركة :