الشارقة:فدوى إبراهيم شهد عام 2018 تميزاً شبابياً ملحوظاً على المشهدين السينمائي والدرامي المحلي والعربي. ورغم تفاوت نسب النجاح في القطاعين، إلا أن البصمة الشبابية؛ أثبتت حضورها، وبشرت بمستقبل فني، اتضحت بعض معالمه؛ من خلال الاستعدادات، ومواصلة تلك الجهود الشبابية؛ لما سيتم إنتاجه خلال العام المقبل.نظرة على المشهد الفني وإطلالة على الجديد، رصدناها في حصاد العام الموشك على الرحيل.شهد العام الجاري نشاطاً سينمائياً إماراتياً فاق التوقعات نسبة لما شهدته السنوات الماضية من إنتاجات أقل، فالحصيلة السينمائية في 2018 طغت بحضورها على الدراما المحلية التي لم تشهد سوى حضور 3 مسلسلات، وعمل كرتوني. كما استطاعت السينما والدراما الإماراتية أن تضع بصمات واضحة في مجال إبراز واستثمار طاقات الشباب.الإنتاج السينمائي الإماراتي اعتمد في أغلبه على جهود شبابية فردية لمخرجين، ومنتجين، وممثلين، كما شهدت الدراما حضوراً بأعمال درامية رمضانية، وهي «البشارة»، و«حدك مدك»، و«الماجدي بن ظاهر»، والعمل الكرتوني «زيرو زون» الذي حل بديلاً ل«شعبية الكرتون».وبحسب الناقد الإماراتي حمد الريامي فإن العام 2018 شهد ولادة 10 أفلام إماراتية، هي: «شباب شياب»، «هجولة 2»، «عاشق عموري»، «أمنية عمري»، «عوار قلب»، «11 يوماً»، «شغالتنا أرجنتينية»، «فريج الطيبين»، «كيمرة» ، «وصلنا ولا بعدنا». وتلك الأفلام، على تباين مستوياتها الفنية، تعبر عن حركة سينمائية إماراتية، إلا أن الريامي يرى أن السينما الإماراتية لا بد أن تكون على قدر جيد من المستوى الفني، وألا يتسرع صناعها في إنتاج الأفلام مقابل ضعف الجودة، منوهاً بأن فيلماً واحداً ذا جودة عالية على جميع المستويات، أفضل من عدة أفلام ليست بمستوى عال. ويعتبر عبدالله الجنيبي، صاحب فكرة إطلاق مبادرة إنجاز 30 فيلماً إماراتياً من إنتاج «فام القابضة» التي سيكون لها دور في دعم الحركة السينمائية المحلية إنتاجياً، أن ما يقدم ما هو إلا محاولات فردية، وجهود متميزة تحسب للشباب الإماراتيين الذين يتواصل شغفهم بالسينما، بالرغم من تفاوت مستوى الأعمال المقدمة، إلا أن جهودهم تحسب لهم. وهذا الإصرار من قبلهم على إنتاج أفلام إماراتية يعتبر محركاً جيداً، رغم قلة الدعم الذي يؤثر في جودة الأعمال، فهم فئة تصارع، لتظل موجودة وتخلق سينما رغم الصعوبات. وينوه الجنيبي بأن هنالك اختلافاً ما بين الإنتاج السينمائي، والتلفزيوني الإماراتي، الأول في أغلبه قائم على الجهد الفردي، أما الدرامي فهو من إنتاج القنوات المحلية الحكومية، وبالرغم من ذلك، فإن المشاهد يرصد أن إنتاج هذه الأعمال، عربية، وخليجية، يكون بجودة أعلى منها للإماراتية، وهو أمر سببه أصحاب القرار الإنتاجي في تلك القنوات، وليس الميزانية المخصصة من الدولة.النص الهادفويشير الممثل أحمد صالح إلى أنه كان مبتعداً عن الدراما التلفزيونية بسبب انشغاله السينمائي بأفلامه «ضحي في أبوظبي»، و«ضحي في تايلاند»، و«الإمبراطور»، ولسبب آخر وهو عدم وجود النص الهادف الذي يجذبه، إلا أن وجوده والمخرج راكان ، وبدعم كل من المنتج سلطان النيادي، وجابر نغموش، دفعه لتقديم مسلسل «البشارة» في رمضان الماضي، الذي أبرز العديد من الطاقات الشبابية الإماراتية والعربية، وكان لدور «سلطان» كسر الحاجز بينه وبين الدراما، خاصة أن هذا العمل حصد الكثير من الإعجاب رغم الظهور الأول له وإنجازه في وقت قصير.وأكد صالح أن دعم كبار الفنانين للجيل الجديد له دوره الكبير في ظهور جيل جديد من الشباب، يحمل طاقات فنية متميزة، ويحاول أن يبرزها، منوها بأن قبول نغموش الظهور في عمل من بطولة شبابية في «البشارة»، كان دفعة قوية للعمل، ولكل الطاقم، وهو أمر يعبّر عن أخلاق هذا الفنان، ودعمه لجيل الشباب، ومنحهم الفرصة للظهور، ومنح المشاهد الثقة بالعمل الدرامي. ناصر التميمي، من المخرجين الذين وضعوا بصماتهم في السينما خلال العامين الماضيين بفيلمي «قطرة دم»، و«كرت أحمر»، وفي هذا العام انتهى من تصوير فيلمه الكوميدي «سفر اضطراري»، لنشهد عرضه في الربع الأول من العام المقبل. ويقول: «شهدنا هذا العام كمّاّ جيداً من الإنتاج السينمائي يضاهي ما تم إنتاجه في السنوات السابقة، وبرغم تباين الجودة الفنية بينها إلا أنها تحسب إيجابياً على السينما الإماراتية التي ما زالت تخطو خطواتها الأولى لتؤسس مكانتها بين الشاشة العربية والجمهور، فليس من السوي أن نطالب بسينما إماراتية من دون أخطاء، لأن منها سنتعلم، ولا ننسى أن الأعمال المصرية الرائدة عربياً ما زالت تضم إنتاجات متباينة فنياً، كما أن عدم وجود مهرجانات سينمائية حالياً يضعنا على المحك، فإما أن ننتج ونعرض في السينما، وإما لا، فلا مجال للتقييم والتجريب في المهرجانات في ظل غياب قدرة المخرجين على اختبار أدواتهم الفنية في الأفلام القصيرة، وتقديمها للجان تحكيم المهرجانات، كما كان وارد سابقاً». وينوه التميمي بأن الخطأ الوحيد الذي يقع فيه بعض مخرجي ومنتجي الأفلام الإماراتية، هو عدم استشارتهم لذوي الخبرة، والعجلة في الإنتاج، ما يوقعهم في الفشل، مشيراً إلى أنه في فيلمه الأخير استشار الفنان الدكتور حبيب غلوم الذي يشاركه فيه، والكاتب والمنتج جمال سالم تقويماً لفيلمه. الخبرة تساند الشبابكانت للأفلام العربية في 2018 بصمات شبابية واضحة من خلال كتابها، مخرجيها، وممثليها، وهو ما برز واضحاً من خلال أفلام «تراب الماس» للثنائي الشاب الكاتب أحمد مراد، والمخرج مروان حامد، وأبطاله الشباب، وفيلم «البدلة» الذي شارك في تأليفه الفنان تامر حسني، وقام ببطولته مع نخبة من النجوم الشباب، وأخرجه الشاب محمد جمال العدل، وفيلم «الكويسين» من تأليف أيمن وتار، وإخراج أحمد الجندي، ومساعده محمد عماد فايد، كما تميز المخرج الشاب بيتر ميمي في «حرب كرموز» ومسلسل «كلبش 2»، وشهدت أفلام أخرى أنتجت في هذا العام جهوداً فنية شبابية منها: «بيكيا»، «قلب أمه»، «كارما»، «سوق الجمعة»، و«عيار ناري» وغيرها. وتميز عدد كبير من تلك الأفلام بقصص شبابية أيضاً ولم يكتف بطاقمها، بل اعتمد أغلبها على البطولة الشبابية التي لم تستغنِ عن مخضرمي السينما والدراما ذوي الخبرة.وشهدت الساحة السينمائية الفيلم اليمني «10 أيام قبل الزفة» الشبابي بدءاً من منتجه وحتى ممثليه الشباب، بينما لم تشهد السينما الخليجية حضوراً شبابياً جديداً يذكر، في وقت اعتمدت فيه الأعمال الدرامية الخليجية على ذوي الخبرة من المخرجين والكتاب والممثلين. المرزوقي: لا نزال في البدايةيرى علي المرزوقي صاحب شركة أبوظبي للأفلام، ومنتج فيلم «هجولة» بجزأيه، أن «هجولة 2» الذي عرض في الربع الأخير من العام الحالي يعتبر من الأفلام التي لاقت نجاحاً وصدىً طيباً لدى الفئة المستهدفة، وبدا ذلك من طلب الكثيرين إنتاج جزء ثالث، ويذكر أن السينما الإماراتية في بدايتها وأنه من المستحيل وغير المنطقي أن تنتج أفلام بدون أخطاء أو ثغرات.ويقول: «شهدت السينما الإماراتية العام 2018 ازدهاراً عددياً ونوعياً، وهذا الأمر جاء بالتدريج من العام 2013 إذ باتت تشهد وتيرة تصاعدية وهو ما تنبأت به منذ ذلك العام، وبالرغم من تباين المستوى الفني لها إلا أنها تحتسب للأفلام الإماراتية، ولولا وجود ثغرات لكل منها ما تعلم أصحابها ولا أنجزوا الأجود، ومن غير المنصف كذلك مقارنة الأفلام الإماراتية بالهوليودية والبوليودية لقصر تجربتنا في المجال». تجارب أولىلاقت الدراما العربية حضوراً لافتاً وتجارب أولى لشباب فنانين خلف وأمام الشاشة، من بينهم محمد سلامة مخرج مسلسل «رحيم» وعمرو سلامة مخرج مسلسل «طايع» اللذان لقيا نجاحاً منقطع النظير رغم تجربتهما الأولى درامياً. ورغم صغر سنه إلا أن المخرج أحمد خالد موسى برز اسمه في عدة أعمال درامية وسينمائية كان آخرها «أبو عمر المصري».وعلى مستوى التأليف كان لأسماء عدة حضورها على الساحة الدرامية كتجارب أولى أو تراكمية، منها محمد سيد بشير مؤلف «أيوب» لمصطفى شعبان، ومصطفى عمر عن «ربع رومي»، ونور شيشكلي من خلال «الرحلة».ومن بين الوجوه الشابة التي لمعت في الدراما، الشاب خالد أنور الذي وقف أمام الفنان عادل إمام في مسلسل «عوالم خفية»، وبعدها في مسلسل «كأنه مبارح» أمام الفنان الشاب محمد الشرنوبي الذي برز هو الآخر في المسلسل بعد ما كان شارك سابقاً في مسلسل «الجماعة 2».وبالرغم من تجربته الطويلة في مجال تأليف الأفلام الكرتونية والإعلانات، برز الفنان أحمد أمين الذي شارك الفنان أكرم حسني في مسلسل «الوصية»، واجتهد الفنان توني ماهر في دوريه في مسلسلي «رحيم» و«فوق السحاب» بدورين مختلفين أبرزا طاقاته الكبيرة. الفضائيات تتبادل «الأسماء اللامعة» الشارقة:محمد حمدي شاكرشهدت ساحة الفضائيات العربية، حركة تنقلات وتغييرات خلال 2018، وكأن بعض القنوات تراهن على المذيعين أكثر من محتوى ومضمون البرامج نفسها، إلى جانب غلق بعض القنوات والمحطات الأخرى بسبب أزمات اقتصادية، بالإضافة إلى محطات أخرى اتّبعت سياسة تخفيف العمالة وإنتاج برامج بصغار المذيعين الذين يتقاضون أجوراً بسيطة مقارنة بالأسماء اللامعة في عالم الإعلام العربي والتي تصل لملايين الدولارات في العام الواحد.في السطور التالية نرصد التنقلات الكبرى التي شهدتها الساحة الفضائية على المستوى المحلي والمستوى العربي، إلى جانب تسليط الضوء على بعض من القنوات التي تخلت عن كبار مذيعيها، إلى جانب الأخرى التي أغلقت بسبب تدهور الحالة المادية.شهدت المحطات الفضائية المصرية، أكبر نسبة تنقلات للإعلاميين، ووقف لبعض البرامج، واختفاء عدد من المذيعين، ولنبدأ بالصفقات التي تمت هذا العام، وكان أشهرها صفقة انتقال عمرو أديب من شبكة قنوات «ON» بعد عامين على تقديم برنامجه اليومي «كل يوم» إلى شبكة قنوات«MBC»، والتعاقد معه في شهر يونيو من العام ليبدأ في تقديم برنامجه الجديد «الحكاية» ابتداءً من الخامس عشر من سبتمبر الماضي.بعد تقديمه لعدة أعوام برنامج «العاشرة مساءً» خلفاً لمنى الشاذلي، ومن قبله برنامج «الحقيقة»، انتقل في شهر سبتمبر الماضي أيضاً وائل الإبراشي من بيته كما كان يقول «قناة دريم»، وتعاقد مؤخراً مع مجموعة إعلام المصريين، ليقدم برنامج «كل يوم» على قناة «ON» بديلاً لعمرو أديب.من الانتقالات الشهيرة أيضاً كانت صفقة «DMC» في تعاقدها مع إسعاد يونس لتقديم برنامج «صاحبة السعادة» بدلاً من قناة «CBC» التي قدمته عبرها شاشتها لعدة سنوات، ولاقى نجاحاً منقطع النظير، بل ويقبل عليه الكثير من المعلنين لجماهيريته العريضة.أعلن في شهر أغسطس الماضي، عمرو الليثي تركه لقناة الحياة، الذي قدم من خلالها برنامج «بوضوح»، لينتقل بعدها مباشرة في نهاية الشهر ذاته، إلى شبكة قنوات تلفزيون النهار، ليقدم من خلالها برنامجه الشهير «واحد من الناس»، الذي يقدم من خلاله حالات إنسانية، وقضايا مجتمعية، وفقرات فنية وثقافية أيضاً.وعلى نفس القناة تعاقد تامر أمين على تقديم برنامج «آخر النهار»، بعد أن أعلن رحيله من شبكة قنوات الحياة والتي استمر بها عدة سنوات من خلال تقديمه برنامج «الحياة اليوم».في منتصف شهر إبريل، أعلنت شبكة قنوات«ON»، استغناءها عن لبنى عسل، من خارطة برامجها، وكانت تقدم من خلالها برنامج «أون اليوم». وجاء ذلك القرار بعد وقف بث القناة، ولكنها سرعان ما تعاقدت مع قناة «الحياة» لتعود لبيتها الأول من خلال تقديم برنامج «الحياة اليوم» الذي قدمته من قبل مع شريف عامر.مع توقف قناة«ON Live» اختفى عدد من الإعلاميين ولم يتعاقدوا مع قنوات أخرى وعلى رأسهم يوسف الحسيني مقدم برنامج «نقطة تماس»، ومعتز عبد الفتاح، مقدم «حلقة وصل»، في المقابل افتتحت مجموعة «ON» قناة «ON SPORT2» وأكد العاملون في المجموعة أن السبب هو ضعف الإعلانات وإقبال المعلنين على القنوات الرياضية بدلاً من السياسة وبرامج «التوك شو» لما تحمله من هموم ومشاكل.أيضاً تم دمج قناتي«CBC والنهار اليوم» في كيان واحد باسم «إكسترا نيوز» بسبب أزمات اقتصادية كما أعلن علاء الكحكي من قبل، إلى إبعاد المذيعين وتسريح العاملين، ومن أشهر المختفين لميس الحديدي منذ آخر حلقة قدمتها في رمضان الماضي، بعد سنوات من تقديمها البرنامج اليومي«هنا العاصمة»، ليحل مكانها ثلاث مذيعات وهن لما جبريل، دينا زهرة، وريهام إبراهيم.تعتبر أماني الخياط والتي قدمت برنامج «بين السطور» لفترة كبيرة، أحد المختفين من الساحة الفضائية، ويرجع وقف برنامجها لتعرضها لعدة أزمات خاصة مع هجومها على بعض الدول العربية وضيوف برنامجها.تعرض عماد الدين أديب، لأزمة مع قناة الحياة بسبب قطع البث عن برنامجه «مصر والعالم» في إحدى الحلقات، أدت في النهاية بإعلانه الانسحاب النهائي من القناة بعد أقل من ستة أشهر من تقديم البرنامج. بين أبوظبي ودبيشهدت الفضائيات الإماراتية وتحديداً بين مؤسستي أبوظبي للإعلام، ودبي للإعلام حركة تنقلات وصفقات، منها انتقال الإعلامي سعود الكعبي بعد عقدين من العمل في مؤسسة دبي للإعلام وتحديداً «سما دبي»، متجهاً إلى قناة «أبوظبي» لتقديم برنامج «فضاءات مغربية» يهدف من خلاله إلى إحاطة الجميع بمختلف جوانب دولة المغرب، والتعريف بها باعتبارها قبلة سياحية ووجهة للسفر، تزخر بالعديد من الخدمات التي تجذب السائح، حيث زار العديد من المناطق الثقافية والفنية والسياحية، في أكثر من 15 مدينة لإظهار جوهر المغرب والثقافة والتقاليد والموسيقى والفن والعمارة والحرف اليدوية.في المقابل انضم رافد الحارثي لأسرة قناة سما دبي قادماً من قنوات «الإمارات، وأبوظبي» حيث عمل بها لعدة سنوات قدم خلالها بعض البرامج المميزة، وأعلن منذ أيام أنه بصدد التحضير لبرنامج مسائي يومي يتم إطلاقه مع بداية العام المقبل.وانضمت زينة يازجي إلى قائمة مذيعي أبوظبي قادمة من «سكاي نيوز عربية» لتقديم برنامجها الجديد «الخديعة»، وهو برنامج حواري سياسي يوضح فكر التنظيمات المتطرفة من خلال مواضيع مختلفة حول اتجاهاتهم ورؤيتهم للكثير من الأمور كالمرأة والفنون والأعمال والعائلة في قالب علمي واقعي مدعّم بتقارير ومداخلات وشهادات حية.وفي نفس القناة انضمت لارا منيف قادمة من تلفزيون «المستقبل» لتقدم برنامج «Blogger Style»، وهو عبارة عن رحلة ترفيهية وتقدم أحدث المستجدات في عالم التصميم، الأزياء، الأناقة والصحة وتستعرض الكثير من المعلومات من خلال فقرات قصيرة لكل منها نكهة خاصة وأسلوب مميز.
مشاركة :