يسألني أحد المسؤولين: ليش الكويتي بس يتحلطم مع أنه عايش أحسن من غيره إذا ما قارناه بنظرائه في الخليج أو بقية الدول العربية؟! فقلت له: ألا تعرف لماذا «يتحلطم» الكويتي وأنت رجل قيادي في سدة المسؤولية والمفترض أنك تعرف سبب استياء وغضب الشارع يا صديقي؟ أليست تصرفاتكم كمسؤولين وقياديين هي التي جعلت المواطن «يتحلطم» منها ويغضب خوفاً على مستقبله ومستقبل أجياله؟ وسألته: هل أنت راضٍ عن مستوى الرعاية الصحية وأنتم تنفقون أموالاً طائلة للعلاج في الخارج فقط لترضوا النواب، كما تبنون المستشفيات في كل بقعة أرض؟ وهل أنت راضٍ عن مستوى التعليم ومخرجاته والميزانية الصخمة له وأنتم تبنون الجامعات والكليات في كل بقعة أرض؟ هل أنت راضٍ أن ينتظر ابنك عدة سنوات ليحصل على وظيفة ووزاراتكم امتلأت بالوافدين؟ وهل يعقل أننا بلد نفطي ونمنح الشركات مناقصات لإدارة مشاريع النفط دون أن نعين أولادنا في هذا القطاع؟ وهل تقبل ما حصل للطرق والصرف الصحي وأزمة الأمطار التي لو استمرت يومين أو أكثر لغرفت الكويت بمن فيها؟ وهل أنت راضٍ عن فساد الشركات والمشاريع التي نرى دولاً كانت ترانا نموذجاً لها سبقتنا في التنمية والتقدم ونحن مازلنا نتحسر؟ هل أنت موافق على سوء الإدارة والتعقيد في إنجاز معاملات الناس في معظم الدوائر الحكومية؟! يعني بالعربي المشرمح: يا سيدي أنتم، بأنفسكم وبرئيسكم، مستاؤون مما يحدث وأنتم أهل الحل والعقد، وبيدكم القرار، فلماذا تحسدون المواطن على «التحلطم» والاستياء مما تفعلون، فلا قرار بيده ولا يملك إزاء هذا الواقع إلا أن يتحلطم ويتحسر على بلده ومما تفعلونه به؟!