توقع مديرو شركات وساطة عاملة في الإمارات قيام المستثمرين بعمليات شراء انتقائية خلال الجلسات الأخيرة من العام على الأسهم «الرخيصة» التي وصلت إلى أسعار مغرية جداً لتقليص خسائرهم المسجلة خلال 2018، بالتزامن مع الارتداد الذي سجلته مؤشرات الأسواق العالمية وتعافي أسعار النفط. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: «إن الأسهم المحلية والخليجية بشكل عام، تعرضت خلال الجلسات الأخيرة لموجات تراجع قوية نتيجة حالة التردد وفقدان شهية الشراء لدى قطاع عريض من المستثمرين، فضلاً عن اتجاه الكثير من المحافظ الأجنبية لتسييل أسهمها في الأسواق الناشئة، بهدف تغطية مراكزها المكشوفة في الأسواق العالمية التي مُنيت مؤخراً بخسائر فادحة على وقع العوامل الجيوسياسية». وأضاف مديرو الشركات أن أسهم قطاعي العقار والبنوك المدرجة بسوقي أبوظبي ودبي الماليين، مرشحة لتكون في مرمي اهتمام الكثير من المحافظ والمؤسسات، وأيضاً المستثمرين الأفراد، نظراً لتوافر الفرص الاستثمارية المتميزة، بالتزامن مع توقعات تسجيل الشركات العقارية والبنوك أداءً مالياً سنوياً إيجابياً، فضلاً عن توقعات إعلان تلك الشركات عن توزيعات تعيد الزخم للأسهم من جديد. وأوضحوا أنه برغم التراجعات التي شهدتها معظم الأسهم المدرجة خلال الجلسات الأخيرة، إلا أن الأسواق المحلية ما زالت في صدارة البورصات الإقليمية، من حيث الجاذبية الاستثمارية، وذلك استناداً إلى مؤشري مكرر الربحية ومضاعف القيمة الدفترية إلى السوقية، وهما اللذان يعتمد عليهما مديرو محافظ الاستثمار في اتخاذ القرار الاستثماري، مؤكدين أن هبوط المؤشرات إلى هذه المستويات خلال جلسات الأسبوع الماضي زاد من جاذبية الأسهم المحلية مع زيادة وتيرة دخول الأجانب. وأشار مديرو الشركات إلى أن الأسواق المالية نجحت خلال الجلسات الأخيرة في تقليص خسائرها نتيجة عدم وجود سيولة حقيقية، فضلاً عن أن ضغوط البيع كانت في معظمها عبر البيع بالهامش «المارجن»، بمعنى أنها كانت على غير رغبة المستثمر، مما يؤكد حرص المستثمرين على التمركز مرة أخرى في بعض الأسهم التي وصلت إلى مستويات مغرية، على أمل العودة مرة أخرى لاقتناص مراكز ببعض الأسهم استغلالاً لفرصة تحسين الإغلاقات السنوية. وشهدت مؤشرات الأسهم العالمية، وفي صدارتها الأميركية، مؤخراً انتعاشاً مفاجئاً، حيث تجاوزت مكاسب المؤشر الصناعي «داو جونز» خلال جلسة الأربعاء الماضي، 1080 نقطة بأكبر صعود يومي على الإطلاق، كما شهدت أسعار النفط مكاسب قوية لتتعافى من أدنى مستوى لها في 17 شهراً. ضغوط بيع وقال وليد الخطيب، المدير الشريك في شركة «جلوبل» للخدمات المالية: «إن الأسهم المحلية نجحت، خلال آخر جلستين، في تقليص خسائرها المسجلة في بداية الأسبوع، والتي تعرضت لها نتيجة ضغوط بيع قادتها المحافظ الأجنبية»، مؤكداً أن مؤشر سوق دبي المالي نجح في تجاوز تلك المخاوف نتيجة دخول قوى شرائية انتقائية، طالت عدداً من الأسهم، وهو الأمر نفسه بالنسبة لسوق أبوظبي للأوراق المالية الذي نجح في التماسك أمام ضغوط بيع استهدفت عدداً من الأسهم المدرجة بالقطاع البنكي. وأكد الخطيب أن حالة تعافي الأسهم المدرجة بالأسواق المحلية خلال النصف الثاني من جلسات الأسبوع جاءت متأثرة بعمليات شراء قامت بها الشركات المدرجة على أسهمها، بهدف الحفاظ على المستوى السعري للسهم، إلا أن السيولة ما زالت شحيحة نتيجة حالة التردد وفقدان شهية الشراء لدى قطاع عريض من المستثمرين، بعدما لحقت بهم خسائر فادحة خلال الجلسات الأخيرة نتيجة اتساع رقعة البيع بالهامش «المارجن»، وغياب الاستثمار المؤسسي. وأضاف أن المستثمرين يتجهون نحو شراء الأسهم الرخيصة التي وصلت إلى مستويات سعرية متدنية في محاولة لتقليص خسائرهم الأخيرة لاسيما بعد المكاسب المفاجئة للأسواق العالمية والنفط، مؤكداً أن المحافظ المحلية تعكف على التمركز في بعض الأسهم التي تشير التوقعات إلى أنها ستحقق نتائج مالية سنوية إيجابية خصوصاً أسهم قطاعي البنوك والعقار، والتي من المنتظر أن تعلن عن توزيعات مجزية للمساهمين. تغطية المراكز بدوره، قال جمال عجاج، مدير شركة «الشرهان» للأسهم والسندات: «إن عمليات البيع التي طالت عدداً من الأسهم القيادية، أثرت على بقية الأسهم المدرجة، نتيجة تعرض الكثير من المستثمرين الأفراد للبيع بالهامش «المارجن»، لتغطية مراكزهم المعلقة على بعض الأسهم الموقوف تداولها»، مؤكداً أن الأسواق بحاجة إلى عودة الثقة لدى المستثمرين، واتجاه الشركات الكبرى لشراء أسهمها، في ظل وصول الأسعار لهذه المستويات المغرية للشراء. وأضاف عجاج أن عمليات «المارجن» أثرت على الكثير من الأسهم القيادية التي تعرضت لضغوط بيع، وبالتالي كان لها أثر واضح على اتجاه المؤشرات السلبية خلال الجلسات الأخيرة، وذلك في غياب المؤسسات والمحافظ المحلية، وتراجع أداء الشركات والمؤسسات المرخص لها كصانع للسوق. ونوه مدير شركة «الشرهان» للأسهم والسندات إلى أن ضعف التداولات ساهم في تقليص خسائر المؤشرات إلى حد كبير، في وقت شهدت فيه معظم المؤشرات العالمية تراجعاً ملحوظاً، إلى جانب هبوط أسعار النفط في الأسواق الدولية، وذلك قبل الارتداد في أسعار النفط والمؤشرات العالمية التي نجحت في تصحيح أوضاعها خلال الجلسات الأخيرة. وتوقع عجاج استمرار وتيرة التراجعات حتى نهاية العام متأثرة بموسم الإجازات، والضغوط التي تعاني منها معظم الأسواق العالمية، نتيجة اتجاه المتعاملين للخروج من الأسواق الناشئة، لتغطية مراكزهم المكشوفة بالأسواق العالمية، وهو ما أثر سلباً على تحركات المستثمرين الأجانب والمحافظ الأجنبية بالأسواق المحلية والخليجية بشكل عام. شهية الشراء من جانبه، قال إياد البريقي، مدير عام شركة الأنصاري للخدمات المالية: «إن الضغوط البيعية التي تعرضت لها معظم الأسهم القيادية المدرجة خلال جلسات الأسبوع الماضي، جاءت نتيجة مباشرة لفقدان شهية الشراء لدى قطاع عريض من المستثمرين مع بدء موسم الإجازات في البورصات العالمية، خصوصاً أسهم قطاعي العقار والبنوك التي تمثل ثقلاً معتبراً في الأوزان النسبية للمؤشرات العامة». وأضاف البريقي أن تراجع المؤشرات المالية المحلية جاء بالتزامن مع اتساع حالة القلق التي سادت أوساط المستثمرين، بالتزامن مع اتجاه المحافظ للخروج مع اتجاه معظم المؤسسات لإغلاق البيانات السنوية، مؤكداً أن الانخفاضات القوية التي شهدتها معظم الأسواق العالمية من شأنها خلق فرص استثمارية جديدة بالأسواق المحلية. وتوقع البريقي عودة المستثمرين إلى اقتناص الفرص المتاحة في الأسهم المحلية المدرجة بقطاعي العقار والبنوك خلال الجلسات المتبقية من العام، في محاولة لتقليص الخسائر المسجلة خلال 2018، خصوصاً على الأسهم التي يتوقع أن تقوم شركاتها بالإعلان عن توزيعات نقدية مجزية.
مشاركة :