تعتبر صناعة الفخار من الصناعات التي عرفها المصريون في فترة مبكرة، فضلا عن تميزها بالتواصل والإستمرارية عبر عصور مصر التاريخية، فقد عرف المصريون هذه الصناعة منذ حوالي الألف الثامن قبل الميلاد.مزيد من أسرار هذه الصناعة كشفها المهندس محروس سعيد المشرف العام على المتحف القومي للحضارة، لـ صدى البلد، وهي إحدي 4 حرف تحتضنها قاعة العرض المؤقت في المتحف بمعرض"الحرف المصرية عبر العصور".قال محروس سعيد:" إستخدم المصريون نوعين أساسيين من الطين في صناعة الفخار، هما الطمي النيلي الذي يترسب علي جانبي النيل عقب الفيضان، والطمي الطفلي الذي تجرفه السيول من مناطق الهضاب الجيرية في الصحراء الشرقية".وتابع المشرف العام علي المتحف: "هذا إلي جانب طمي الكاولين وهو طمي قليل الإستخدام ويتواجد في مناطق أسوان والواحات الداخلة والخارجة".وأشار إلي أن الفخار كان في البداية يشكل بواسطة اليد ثم ما لبث المصريون أن طوروا هذا الأسلوب فتوصلوا إلي المنضدة الدوارة ثم عجلة الفخراني المعروفة بشكلها الحالي.وأوضح أنه مع دخول مصر في الفترة اليونانية الرومانية إستمرت نفس تقنيات الصناعة، مع إنتاج أعمال فنية من الفخار عرفت حينها بإسم التراكوتا.واستطرد: "وتميزت مصر في العصر الإسلامي بما يعرف بالخزف ذو البريق المعدني، حيث كان الصانع يضع طبقة لامعة علي سطح الأواني الفخارية تكسبها لمعة ذات بريق أخاذ".واختتم محروس سعيد: "لا تزال صناعة الفخار في مصر مستمرة في عدة مناطق شهيرة مثل قرية النزلة الفيوم وقرية جريس بالمنوفية، ومنطقة الفسطاط التي يقع بها المتحف القومي للحضارة".
مشاركة :