حكمت محكمة الاستئناف العليا الجعفرية، برئاسة الشيخ صلاح بن عبدالعزيز الستري، وعضوية فيصل بن جواد المشعل والشيخ زكريا بن عبدالله الصددي، بتطليق سيدة من زوجها طلقة بائنة للضرر، بعد ثبوت اعتدائه عليها بالضرب أمام بناتهما الثلاث وأقارب شهدوا بذلك.وحول تفاصيل الدعوى، قالت وكيلة المستأنفة المُطلقّة المحكوم لصالحها المحامية هدى الشاعر إن موكلتها أم لثلاث بنات، وقد خرجت من منزل الزوجية منذ قرابة سنة وقت رفع الدعوى، إذ اعتاد الزوج طردها من منزل الزوجية دون سبب مشروع، وكان يعتدي عليها بالضرب أمام بناتهما الثلاثةقبل أن يطردها من منزل الزوجية، وقد اضطرت إلى العودة إلى منزل والدها والبقاء فيه لفترات تمتد لأشهر وسنة.وتقدمت المحامية الشاعر بدعوى أمام محكمة أول درجة أفادت فيها أن الزوج اعتاد على ضرب الزوجة وإهانتها والتطاول والقذف بالطعن في شرفها، على مرأى ومسمع من بناتها، بما يحطُّ من كرامتها، الأمر الذي تسبب بإصابة البنات بأمراض نفسية وبدنية، مشيرة إلى أنه تم عرضهن على الطب النفسي وتشخيص حالاتهن بما يعرف بـ«اضطراب الكرب ما بعد الصدمة»، وطلبت الحكم بتطليق المدّعية للضرر المُتمثل في إيذائها بغير وجه حق، وعلى خلاف مقتضى واجب العشرة بالمعروف.ولكن محكمة أول درجة رفضت الدعوى، فطعنت على الحكم بالاستئناف، إذ أقامت البينة على ادعائها من خلال أقوال الشهود من أهل الزوجة ممن شاهدوا الزوج وهو يعتدي على المدعية جسديًا ولفظيًا وشاهدوا آثار الضرب عليها ووقائع طردها، فقضت المحكمة بقبول الاستئناف شكلاً، وفي الموضوع بإلغاء الحكم المستأنف، والقضاء مجددًا بتطليق المستأنفة من زوجها المستأنف ضده طلقة أولى بائنة للضرر واستحالة العشرة، ولا يحق له الرجوع إليها إلا بعقد ومهر جديدين، وليس لها الزواج برجل آخر إلا بعد صيرورة هذا الحكم نهائيًا واكتسابه الدرجة القطعية، وإيقاع الطلاق بصيغته وشروطه المعتبرة شرعًا، وانتهاء فترة عدتها الشرعية.