هنا معرض الكتاب .. هنا عناق البحر بالثقافة .. فـ للعام الرابع على التوالي .. يتنفس بحر جدة كتاباً فيما يفتح الكتاب دفتيه , ليعانق تلك الأمواج البحرية , التي تتلاحق في متواليات متناغمة تخطف الأبصار كأنما تعزف الموسيقى … وتردد مواويل البحارة .. وأهازيجهم الشجية . كتابٌ وبحر .. جدلية لا تنتهي وفاصل من الفلسفة والوعي .. والتأمل العميق كلّ منهما يقدم حجته ودليله البحر يبعث برسائل عن غموضه وأسراره وخيراته والكتاب يترنم بما يكتنزه من عمق و”تنوير” ومشاعل ضوء (الصور للفنان فيصل الحارثي) من الذي اختار أن يكون معرض الكتاب بجدة متوسداً صفحة البحر ؟ يصحو على الأمواج ويغفو على أضواء المراكب الناعسة ذاك عبقري حكيم .. ولا جدال . لقد جعل زائري المعرض … يبتهجون مرتين وتخفق قلوبهم مرتين . فهم بين شاخص ببصره إلى عمق “الإزرقاق” البهي بامتداد النظر وبين مفتون بعناق عناوين آلاف الكتب , التي راحت تتراقص جذلى على الأرفف جدة استحالت “بحرٌ وكتاب” في عطلة الربيع يظللها طقس مدججٌ بالنسائم البحرية العليلة . جدة .. هذه المدينة الفاتنة .. جارةُ البحر , وعروسه لطالما كانت أيقونةٌ , تتلامع بالبهاء في جيد الزمن وقلادة أسطورية تزين عنق الدهر . جدة .. الطافحةُ بالحب والتسامح .. تفتح ذراعيها لأهلها , لزوارها , وللغرباء … جدة .. المتبسمةُ في كل الفصول .. ولكل الوجوه والسحنات . ها هي تقدم لعشاقها (معرضها الفخم , معرض الكتاب) في صورة نشيدٍ عذب .. وموالٍ فاتن .. على ايقاعات بحرها “الديناميكي” الذي لا يتثاءب .. . جدة .. مرحى لك .. وبك .
مشاركة :