متغيرات دراماتيكية وملفات ساخنة أمام 2019

  • 12/31/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قبل ساعات من بدء العام الجديد 2019 تترقب الدوائر السياسية في لندن وباريس، ما وصفته بـ «استحقاقات سياسية واقتصادية»، قد تلحق بها تطورات أقرب لـ «الانفجار السياسيۛ»، يحدث تغييرا محتملا على الخريطة السياسية داخل القارة العجوز «أوروبا»، مع صعود أسهم اليمين المتطرف والنزعات الشعبوية، والاحتجاجات الشعبية، وتدني شعبية قيادات حاكمة (ماكرون وتيريزا ماي ..على سبيل المثال)، وترقب موعد انسحاب أنجيلا ميركل من قمة الهرم السياسي في ألمانيا، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الربيع المقبل، ومؤشرات مستقبل اليسار الراديكالي في أوروبا، بعد أن فقد الناخب الأوروبي الثقة في الحكومات والأحزاب  السياسية. ما يعني حسب تقديرات خبراء في الشئون السياسية والاستراتيجية، أن عام 2019 لن يكون أقل استقطاباً أو «درامية». ولا تختلف الصورة داخل الإقليم العربي، المرشح بحسب تقديرات الدوائر السياسية العربية، لمتغيرات «دراماتيكية»، وتصحيح مواقف وسياسات لإعادة ترتيب أوراق البيت العربي   عودة سوريا لجامعة الدول العربية..الربيع المقبل المتغير المرتقب داخل الساحة العربية في العام 2019 هو إنهاء تجميد مقعد سوريا بالجامعة العربية، بتوافق الدول العربية في القمة العربية العادية الثلاثين في تونس، في شهر مارس / آذار المقبل، وتسهم عودة سوريا للجامعة العربية إسهاما محسوسا في عملية التسوية السورية بالتوافق مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. والمتغير الثاني، تصحيح مسارات العلاقات العربية ـ السورية، بعودة العلاقات وتعزيز التعاون . وكشفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، عن عودة العمل في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق ـ 27 ديسمبر/ كانون الأول 2018 ـ في مؤشر واضح لحرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي «بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري»ـ بحسب نص بيان الخارجية الإماراتية ـ والمتغير الأبرز على الساحة العربية في العام 2019 كشف عنه أيضا، العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه مجموعة من الصحفيين الأردنيين،الأحد 23 ديسمبر/ كانون الأول، مؤكدا : «علاقاتنا ستعود مع سورية كما كانت من قبل، نتمنى لسورية كل الخير، إن شاء الله الشغل سيرجع كما كان من قبل، عودة العلاقات مع سوريا باتت قريبة».   «هدنة» الحرب التجارية بين الصين وأمريكا وإذا كان العام 2018 شهد مناخا تجاريا متوترا بين الولايات المتحدة الأمريكية من جانب، والصين والدول الأوروبية من جانب آخر، وبدت مؤشرات «حرب تجارية»ساخنة. فإن العام 2019 ، وبحسب تقديرات الدوائر الاقتصادية والتجارية في واشنطن، سوف يشهد «هدنة» طويلة الأمد بين البلدين، والتوافق على إجراءات متبادلة تنهي مؤشرات الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.. ونقلت وكالة الصين الجديدة (شينخوا) عن الرئيس الصيني شى جين بينج، قوله إن «الصين والولايات المتحدة تعملان على تنفيذ شروط الهدنة التي توصلتا إليها في وقت سابق من هذا الشهر لتهدئة الحرب التجارية الدائرة بينهما».. معربا عن أمله في «أن يلتقي الطرفين في منتصف الطريق ويتوصلا إلى اتفاق يعود بالنفع على البلدين والعالم في أسرع وقت ممكن». والمتغير العالمي المرتقب، كشف عنه أيضا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طي صفحة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مطلع 2018.. وقال ترامب «إن اتصالا طويلا وجيدا للغاية جمعني بالرئيس الصيني، والاتفاق يمضي قدما على نحو جيد للغاية، وإذا أبرم سيكون شاملا جدا، وسيغطي كافة موضوعات ومجالات ونقاط الخلاف.. لكن تقدما كبيرا يتحقق»..وبات واضحا أن كل من واشنطن وبكين ترغبان في إحراز «تقدم ثابت» في العلاقات بينهما في العام 2019.     فرنسا تواجه «مستقبلا غامضا» لم تهدأ احتجاجات «السترات الصفراء» في فرنسا، قبيل ساعات من رحيل العام 2018.. ويرى المراقبون في باريس أن خطوات التهدئة لن تنجح قريبا ولذلك سوف تخيم «حالة الضبابية» على المشهد الفرنسى، ولا أحد يعرف تحديدا ما إذا كانت ستتوقف الاحتجاجات وإلى أين سيأخذها المستقبل.. ومما يرفع من توقعات المخاطر التي ستواجهها فرنسا في العام 2019، تراجع شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى حد كبير، وبشكل يهدد مستقبله السياسى، وربما يؤثر على فرص ترشحه لفترة رئاسية جديدة.. فضلا عن دور اليمين المتطرف والحركات الشعبوية في فرنسا،  والتي استغلت الأحداث الجارية، ووظفتها لخدمة أجندتها الرافضة للرأسمالية المتوحشة وللمهاجرين وللبقاء فى الاتحاد الأوروبى، مع المطالبة بالرجوع إلى الهوية القومية. احتجاجات حركة «السترات الصفراء» وضعت قصر الإليزيه أمام تحديات صعبة في العام 2019 مما تعتبرها تقارير فرنسية «خطا فاصلا جديدا» فى الحياة السياسية الفرنسية، بسبب تشابك ملفاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن فرنسا تواجه «مستقبلا غامضا» وتقف على مفترق طرق، إذا فشلت حكومة ماكرون في إدارة هذه الأزمة وينتشل البلاد من براثن المجهول.   انقسام الشارع البريطاني حول الـ «بريكست» قبل أن يحل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المقرر في شهر مارس/آذار 2019 تواجه المملكة المتحدة اختبارا صعبا، مع انقسام حاد فى الشارع البريطانى وتبادل للاتهامات بين أفراد الطبقة السياسية وتخبط وفقدان للبوصلة داخل الحزبين الرئيسيين فى البلاد (المحافظين والعمال)، وداخل الحكومة، هناك فجوة تتسع بين الوزراء حول ما الذى يجب فعله إذا لم يصوت البرلمان البريطانى لصالح خطة البريكست، التى أتت بها «تيريزا ماى» من بروكسل.. وتعقدت الخيوط بين من يطالب بالعودة إلى الشعب وإجراء استفتاء ثان يقرر فيه البريطانيون أنفسهم مصير البريكست.. وبين من يرفضون بشكلحاسم «الاستفتاء الثانى» ويريدون بدلاً من ذلك الخروج من دون اتفاق من الاتحاد الأوروبى بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية. وتتوقع الدوائر السياسية في لندن، أن تتسبب أزمة الـ «بريكست»، في عواصف سياسية في العام 2019 ، وأن المستقبل السياسي لرئيسة الحكومة «ماي» وحزبها على المحك، مع احتمال صعود حزب العمال للقمة وتراجع حزب المحافظين «الحاكم» للظل.     الاتحاد الأوروبي يواجه «تغييرات جذرية» ويشهد العام 2019 تغييرات مرتقبة «جذرية» تواجه الاتحاد الأوروبي، تشمل انتخاب برلمان أوروبى جديد، ولجنة أوروبية، ورؤساء جدد للبنك المركزى الأوروبى، والمجلس الأوروبى. وهذه هى المرة الأولى فى تاريخ الاتحاد التى يتعرض فيه عدد كبير من مؤسساته لإعادة الهيكلة فى عام واحد.. ويرى سياسيون أن هذه التغييرات سوف تنعكس على التوجهات السياسية والاقتصادية للاتحاد الأوروبي خلال العام 2019 وفي نفس  التوقيت الرسمي لخروج بريطانيا من الاتحادن وهي الدولة المؤسسة للكتلة الأوروبية.. والحدث الأكبر داخل الاتحاد الاوروبى، هو إجراء الانتخابات البرلمانية فى شهر مايو/ آيار المقبل، ويعد البرلمان الأوروبى (751 عضوا) هو المسئول عن وضع التشريعات التى تسير عليها هذه الكتلة الأوروبية، لذا فالتكوين الأيديولجى للبرلمان يؤثر بصورة كبيرة على سياسة القارة بأكملها..وتشير التوقعات إلى أن الأحزاب المحافظة ستحصل على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، يليها فى عدد المقاعد الأحزاب الاجتماعية والديمقراطية والتى تمثل أحزاب اليسار الوسط.

مشاركة :