القرارات الملكية.. أبعادها الداخلية والخارجية | حسن ناصرالظاهري

  • 2/6/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك بأن القرارات الملكية التي صدرت عقب تولّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كانت مفرحة من جهة؛ وإيجابية من جهة أخرى، قرارات لامست احتياجات الشعب، وأشعرته بأنه مكان اهتمام قيادته، وأوجدت ارتياحًا لدى العامة، وضمنت الأمن والاستقرار لهذه البلاد، والمنظومة التي ننتمي إليها. وقد كان من بين أبرز القرارات التي جاءت متماشية مع ما تشهده الساحة الدولية من أحداث، تشكيل مجلس للشؤون السياسية والأمنية، ومجلس للشؤون الاقتصادية والتنمية، وهما المجلسان اللذان يُعلّق الآمال عليهما في الإسهام في تطوير السياسة السعودية "سياسةً واقتصادًا وأمنًا" بما يتناسب مع الأوضاع الدولية ومستجداتها، كما أن التركيز على القدرات الشابة لكي تتولى رئاسة المجلسين أعطى رسائل اطمئنان لدى الجميع حول المستقبل الواعد الذي ينتظر هذه البلاد. لقد رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وهو يتّخذ هذين القرارين الإيجابيين لحنكته السياسية- بأن التطورات التي طرأت على النظام العالمي الجديد تتطلب التكيف معها لاجتياز تحديات هذه المرحلة بكثير من النجاح من خلال إمكانياتنا الفردية، أو من خلال التنسيق والتعاون مع من تقتضي مصالحنا التعاون معه، مع السعي إلى تشكيل شراكات اقتصادية بغية دعم دور المملكة العالمي في مجال النفط، وفي الجانب السياسي يجب أن لا نغفل عن أن بلادنا تواجه ضغوطًا خارجية تقتضي التصدّي لها بكل حكمة وروية عن طريق عمل متطوّر يهدف إلى امتصاص تلك الضغوط، ويضع أسسًا للثقة والتقارب السياسي مع تلك القوى التي تجابهنا، وهذا الجانب الهام هو ما دعا الملك سلمان لأن يختار له قطبين لامعين من الرجال الأكفاء هما صاحبا السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، والأمير محمد بن نايف، وهما جديران بتولّي هذا الملف بكل ما يحمله من ثقل. وللأمير سعود الفيصل حديث سابق مع مجلة "نيوزويك" في يناير 2005 يتفق كثيرًا مع سياسة الملك سلمان، حيث قال في معرض حديثه: "إن الحكومة تريد أن تتحرّك في كل الاتجاهات لغرض الإصلاح، ولكنها لن تتحرّك بفرض تغيير من الأعلى، بل ستتحرك حسب سرعة وتحمّل البنية الاجتماعية، لا نريد أن نخرق العقد الاجتماعي للبلد بإجبار الناس على عمل أشياء لا يريدون عملها". تلك القرارات كانت خلاصة تجارب سياسية تعدّت الخمسين عامًا، رافق فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أشقاءه الملوك الذين سبقوه، وكان خلالها صانعًا لكثير من القرارات المُؤثِّرة، ومشاركًا في صنع أغلبها. hnalharby@gmail.com

مشاركة :