التدخلات الإيرانية والطابور الخامس، شيء من التاريخ

  • 1/2/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قراءة التاريخ مهمة، وهي جزء من معرفة الحاضر واستشراف المستقبل، والتاريخ ليس «حزاوي» ولكنه حقائق وتجارب ومعاني ودلائل. ولان التاريخ «معلم» ويعلمنا ونتعلم منه، فمن الضرورة بمكان العودة إليه والوقوف امام حقائقه ووقائعه ودقائقه وتفاصيله وربطها بالحاضر وما يجري وجرى فيه. ومسألة التدخلات الإيرانية في البحرين قديمة، وارتباط الطابور الخامس «عملاء الداخل بالخارج» هي الأخرى ظاهرة سياسية خطيرة قديمة، قدم هذه التدخلات. في مطلع عام 1948 وحسب ما تنقل لنا الوثائق البريطانية وتحديدا في 3/‏1/‏1948 تسلم وزير الخارجية البريطاني أنتوني إيدن الذي قدم إلى البحرين من إيران، تسلم رسالة ممهورة بتوقيع «الجبهة الوطنية». وقبل ان نعرض رسالة الطابور الخامس القديم في البحرين دعونا نقرأ وبشكل سريع الاسم الذي اختاره العملاء «الجبهة الوطنية». هذا الاسم يوحي بالانتماء الصميم للبحرين، والجبهة تمثل كمصطلح سياسي عدة قوى وفصائل وتشكيلات سياسية تحالفت واجتمع شملها وقام تحالفها بالتوافق على عدة نقاط وركائز تم التوافق عليها، مما يكسبها امام العالم قوة ومكانة كونها لا تمثل جماعة أو فصيلا واحدا. والوطنية التي تم الحاقها باسم الجبهة يعيطها عمقا محليا ويوحي بانتمائها وتمثيلها للوجه الوطني المحلي. ودائما سنلاحظ ان اليافطات والاسماء كما الشعارات تخدع وتخادع وتناقض حقيقتها وجوهرها، فهذه الجماعة التي أطلقت على نفسها اسم «الجبهة الوطنية» لا تشكل ولا تقوم اساسا على تشكيلات وجماعات وفصائل متنوعة بقدر ما تمثل افرادا معدودين شكلوا الطابور الخامس المندس في اوساط الناس والعامة لأهداف خارجية تم توظيفهم لها، كما فعلت إيران تلك الفترة فاشترت من باعوا ضمائرهم ووظفتهم لاجندتها وليكونوا «المفتاح» الذي تفتح به طريقها إلى البحرين بحجة «مطالب وطنية» رفعتها الجبهة الوطنية التي قامت إيران نفسها بتأسيسها وتكوينها. التاريخ يعيد نفسه الآن؟ لن ندخل في جدلية محسومة، ولكننا سنتابع تفكيك الاسم واليافطة التي اختفت والتحفت بها تلك المجموعة الموظفة لاجندة التدخل الإيراني قبل سبعين سنة خلت «1948»، فاستغلال لفظ «وطنية» هو طعم سياسي خبيث لكسب التأييد والالتفاف حول الجماعة أو المجموعة التي خرجت رسالتها في توقيت مدروس ولم يأتِ اعتباطا أو من فراغ، فوزير خارجية بريطانيا يزور البحرين بعد زيارته لإيران مباشرة، وفي إيران ومع حكومتها لاشك تم طرح موضوع البحرين ومناقشته مع الوزير، وبالضرورة لابد من استكمال اللعبة بتقديم وجه بحريني او جانب بحريني يحمل نفس ما تم طرحه على الوزير.   فكانت رسالة الجبهة الوطنية المزعومة التي يستلمها الوزير وهو ما زال في المنطقة، بما يدعم الطرح الايراني ويؤازره ويعضده او يؤكده. وهو دور وهو مهمة الطابور الخامس في الداخل، وكما سنلاحظ ثانية انه دور خطير ومهمة هدفها زعزعة الاستقرار في الداخل واثارة الفتنة والبلبلة وارباك الوضع واقلاق المشهد الاجتماعي بعمومه. لسنا معنيين هنا بنهايات ومآلات هذه الجبهة المزعومة فمنطقيا ما تأسس على باطل فهو باطل، لكننا معنيون بالوعي وبفهم اللعبة القديمة – الجديدة – وإيران تلعبها بذات التكتيك وعلى خلفية استراتيجية وضمن هدف واحد لم يتغير ولم يتبدل برغم تبدل وتغير الانظمة الحاكمة هناك. بل سنقف ان النظام الحالي «نظام الملالي» في طهران الحالية أشد ضراوة في تدخله بفظاظة وغلاظة في الشأن البحريني، وان الطابور الخامس توسع وازداد عدة وعددا، فانتبهوا.

مشاركة :