أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، تحركاً ديبلوماسياً مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، بدءاً بزيارة للعاصمة الأوكرانية كييف يتوجّهان بعدها الى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين اليوم، في محاولة لـ «تجنّب حرب على أبواب أوروبا». وفي مؤتمر صحافي هو الخامس في عهده دام ساعتين وتناول مواضيع مختلفة دولية وداخلية، أكد هولاند مجدداً أن فرنسا ترفض الدخول في نقاش حول تزويد أوكرانيا أسلحة، وأنها لا تريد حرباً هناك، بل ترغب في بذل كل الجهود لإنجاح الديبلوماسية. ولكنه حذّر أيضاً من أن خيار الديبلوماسية لا يمكن أن يمتد الى ما لا نهاية، مؤكداً أن أوكرانيا لن تنضم الى الحلف الأطلسي (ناتو). وأشار الى أنه جمع بوتين بالرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في احتفالات إنزال النورماندي الصيف الماضي، ثم جرى توقيع اتفاقات السلام بين كييف وانفصاليي شرق أوكرانيا الموالين لموسكو في مينسك في أيلول (سبتمبر)، «لكن كل شيء انهار بعد ذلك». وقال هولاند إنه سيعرض مع مركل «ورقة عمل» لاتفاق بين كل الأطراف، ستقدَّم في كييف ثم موسكو. «داعش» والمنطقة ورداً على سؤال عن سبب مشاركة فرنسا في الحرب على تنظيم «داعش» في العراق وليس سورية، قال هولاند: «في العراق هناك دولة، وسنعزّز عملياتنا فيها ونكثّفها ضد داعش، على رغم التهديدات التي نتلقاها، ولكن في سورية هناك نظام لا يسيطر على أراضيه، ومجموعات إرهابية مسلّحة، ونحن لا نستطيع التدخّل لمساعدة نظام يستمر في قتل شعبه بقنابل، أو لترك المجال أمام مجموعات تريد قتلنا». وأضاف: «إذن، نستمر في عمل ما ننفّذه منذ سنتين، في دعم القوى الديموقراطية في سورية وهي موجودة». وسُئل عن لبنان، فقال إن «فرنسا تضمن وحدة لبنان وأراضيه. منذ أشهر هناك فراغ على رأس السلطة، ونحن نعمل مع آخرين كي تحصل انتخابات في أفضل المهل، علماً أن إيران جزء من الحل». وتابع أن «فرنسا بذلت الكثير لمساعدة لبنان على ضمان أمنه، عبر الاتفاق الذي وقعناه مع السعودية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، وستستمر في مساعدة لبنان في تحمّل عبء اللاجئين السوريين الى أراضيه» . وشدّد على أن العلمانية في فرنسا «ليست صيغة أو مبدأ يمكن التكيّف معه جزئياً، بل ركيزة لا يمكن التراجع عنها وغير قابلة للتفاوض». وأكد أن العلمانية سيجري تدريسها إجبارياً في المدارس. وأعلن أنه طلب من وزير الداخلية برنار كازنوف أن يعمل مع مجلس الفرنسي للديانة المسلمة لتحسين أسلوب اختيار المرشدين، وإيجاد تمثيل أفضل للمسلمين في فرنسا.
مشاركة :