أكد فضيلة الدكتور محمود عبدالعزيز أن للأخلاق شأنا عظيما في الإسلام شأنها عظيم، داعيا المسلمين إلى التحلي بها وتنميتها في نفوسهم، باعتبارها أحد الأصول الأربعة التي يقوم عليها هذا الدين، وقال: «إن الأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطر السليمة، والعقلاء يجمعون على أن الصدق والوفاء بالعهد والجود والصبر والشجاعة وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها التكريم والثناء، وأن الكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يذم صاحبها». وأوضح أن الإسلام ربط الأخلاق الكريمة بمعاني العقيدة السليمة حتى يكتب لها الدوام والاستمرارية، وتثبت في قلب المؤمن، وحتى تؤتي أكلها وثمارها اليانعة، لافتا إلى أن الإسلام انتشر في ربوع المعمورة بفضل ما كان يحمله تجار المسلمين من الأخلاق الكريمة. وأوضح عبدالعزيز في خطبة الجمعة أمس بمسجد المغيرة بن شعبة بالريان الجديد أن الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وإخلاص العمل له وإلى دينه تحتاج إلى الأخلاق الحميدة، والصفات الحسنة، ويصعب توفر تلك الأخلاق فيمن يفقد الإيمان والتقوى، ورسول الله وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين أفضل من دعا إلى الله تعالى بأخلاقهم الإسلامية الحميدة وصفاتهم الحسنة. وتابع: «قد يتصور بعض الناس أن حسن الخلق محصور في الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة فقط، والحقيقة أن حسن الخلق أوسع من ذلك فهو يعني إضافة إلى الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، التواضع وعدم التكبر ولين الجانب، ورحمة الصغير واحترام الكبير، ودوام البشر وحسن المصاحبة وسهولة الكلمة وإصلاح ذات البين والتواضع والصبر والحلم والصدق وغير ذلك من الأخلاق الحسنة والأفعال الحميدة التي حث عليها الإسلام ورغب فيها». وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: «أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق». ترك المجادلة والمراء أكد الدكتور محمود عبدالعزيز خلال خطبة الجمعة أن التمسك بالأخلاق الحميدة والدعوة إليها يعد أحد أبرز أهداف الدين الإسلامي، مشيرا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وأوضح أن هناك من الناس من يتخذ من المجادلة في المجالس والنقاش الدائر فيها طريقا له للترفع وإظهار الغلبة والعلم والفضل على الآخرين، أو التهجم عليهم بإظهار عجزهم وجهلهم وقصورهم. وأضاف: «يعتقد المسلمون أن المراء من أبواب الشر التي ينبغي على المسلم الابتعاد عنه، لما فيه من استعلاء وكبرياء وتهجم على الآخرين وإيذاء لهم، والمجادلة التي يدعو الإسلام لها هي المجادلة بالتي هي أحسن ولو كان المجادل مخالفا في العقيدة، قال الله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. ونبه إلى أن بعض الناس اعتاد الاستهانة من الكذب وبخاصة وقت المزاح، فتجدهم من أجل اللهو والترويح عن النفس، أو إضحاك الآخرين والتقرب منهم في نسج القصص، وتلفيق الحوادث دون النظر إلى عواقب هذا الخلق السيئ. وأكد أن من فضائل الأخلاق الزكية أن صاحبها أقرب الناس إلى حبيب البرية محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنه جاء في حديث جابر بن عبدالله، وقال إن من فضائل الأخلاق الكريمة أن صاحبها يدخل الجنة بسلام، ونِعْمَ الحلية لكل من أراد أن يتحلى ويتزين بالأخلاق التي توصل إلى أعالي الجنان.;
مشاركة :