ليست جديدة هذه السطور في مضمونها، فقد بحت حناجرنا وجفت أقلامنا حتى أصبح الحكي ضائعا والمناداة أشبه بذاك الذي يؤذن في مالطا، قلنا وقلنا.. وسوف نقول: يا حكومة، إلى متى يستمر مسلسل مهزلة التجنيس؟ ويا نواب المصالح، خافوا الله في الكويت وأهلها الحقيقيين، وتذكروا ما فعل التجنيس في ضياع الهوية الكويتية، فأي مهزلة هذه؟ وإلى أين نحن ذاهبون في استمرار التجنيس لكل من هب ودب؟ لست من دعاة العنصرية ولا الإقليمية، مع أنها حين تكون من أجل الكويت فأنا في مقدمة الصفوف، لكن الأمر صار كما نرى تلاعبا وطموحا وتنفيعا، وإلا قولوا لنا يا حكومة، ويا حكومات سابقة، ما فائدتنا من تجنيس من لا يعرف حتى اللغة العربية مع أن الدستور يؤكد ان الكويت دولة عربية وأن لغتها هي العربية وليست الهندية أو الفلبينية أو أي لغة أخرى؟!.. قولوا لنا يا حكومة، ويا نواب المصالح، هل نحن في حاجة إلى شعب جديد؟ وهل نحن في حاجة إلى زيادة أعباء في إيجاد الوظائف للشعب الجديد الذي منحناه هذه الجنسية؟ وهل الحكومة أعطت لكل مواطن سكنا بعد طول انتظار؟ قولوا لنا ما فائدة التجنيس ونحن على قناعة حتى بفائدة واحدة. كيف يمكننا قبول تجنيس زوجة لا تجيد العربية وكل مؤهلاتها انها زوجة كويتي؟! ما هذا العذر؟! ولماذا لا نلجأ إلى الإقامة الدائمة بدلاً من التجنيس الذي أغرق البلاد وأضاع هويتنا الكويتية؟! كيف لنا يا حكومة ويا نواب، أن نقبل بمواطنين جدد لا يعرفون عن تاريخ الكويت حتى أبجدياته ولغة هذا المجتمع؟! ماذا تفعل الحكومة في هذا التجنيس وكأن هذه الجنسية صارت تباع في سوق الجمعة؟! حرام هذا الذي يحدث في هوية المجتمع الكويتي. لو قالت الحكومة لمن تريد أن تنعم عليه بالجنسية ليس لك بيت ولا وظيفة ولا تعليم ولا علاج، فهل تأخذ الجنسية؟ سوف تسمع الحكومة الجواب: لا، وهي إجابة تدل على أن الجنسية ليست حباً أو ولاء للكويت، بل لما فيها من امتيازات غير مستحقة لهم. الجنسية الكويتية صار الحصول عليها أضحوكة وتحدياً من كل من يريد الاستمتاع في مزاياها، أناس لا يعرفون العربية ولا أي جزء من تاريخ الكويت يصبحون بقدرة قادر كويتيين ببركة حكومتنا ووزراء لا يضعون فيتو على هذه المهزلة؛ حماية للكويت على الأقل، أين نحن ذاهبون؟! ومتى نستيقظ ونتذكر أن للكويت حقا علينا في حمايتها من أناس لا ولاء لهم لها ولا فائدة سوى الجنسية هذه الدانة التي لا تزال الحكومة لا تعرف تداعيات التجنيس الذي تقوم به؟! نقولها: كفى وارحموا الكويت، فالماء أغرق الطحين.. ارحمونا.. واغلقوا أنبوب الجنسية فقد ضاع أهل الكويت. لا خلاف أبداً في تجنيس الكفاءات العربية ذات التخصصات العلمية النادرة كالطب وغيره، ولكن أن تسترخص حكومتنا الجنسية الى هذه الدرجة وتمنحها إلى زوير وعوير، هنا نقول: أليس يكفي؟! لسنا في حاجة إلى شعب آخر كويتي لا يتحدث حتى العربية. حرام.. هذا الذي يحدث بالكويت من سياسة التجنيس وكأن هذه الدانة بضاعة بالسوق يشتريها من يشاء من الزبائن. * * *• نغزة الجنسية ولاء حقيقي وارتباط يكون جذوره القديمة في الأرض، أما أن نضيف التائهين ونكرمهم بالجنسية فهذا الذي لا أراه إلا عندنا.. حسافة على الكويت وبس.. طال عمرك. يوسف الشهاب
مشاركة :