طرابلس - قال مصدر بمكتب النائب العام الليبي الجمعة إن السلطات أصدرت مذكرات اعتقال بحق 37 مشتبها بهم في هجمات على موانئ نفط رئيسية بشرق البلاد، وقاعدة عسكرية في الجنوب. وأكد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه صحة صدور المذكرات التي تحمل تاريخ الثاني من يناير/كانون الثاني وجرى تسريبها على موقع فيسبوك الخميس. وأظهرت المذكرات أن 31 عضوا من المعارضة التشادية والسودانية في ليبيا، وستة ليبيين، مطلوبون بتهمة شن هجمات على "الهلال النفطي" في الشرق، وعلى قاعدة تمنهنت العسكرية، وأيضا لدورهم في القتال بين الفصائل الليبية المتناحرة. وبعد الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، انضم مقاتلون من تشاد والسودان إلى الاضطرابات التي تلت سقوطه. وتتهم الفصائل الليبية المسلحة المتناحرة بعضها البعض بالاستعانة بمرتزقة من أفريقيا جنوب الصحراء. ومن بين الليبيين المشتبه بهم عبدالحكيم بلحاج أحد زعماء المعارضة الذي ساعد في الإطاحة بالقذافي وهو الآن زعيم سياسي إسلامي. وكان بلحاج قاتل في افغانستان تحت راية تنظيم القاعدة وهو من مؤسسي الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في بداية التسعينيات. ومن المطلوبين أيضا إبراهيم الجضران المتهم بشن هجوم على الهلال النفطي في يونيو/حزيران الماضي. وظلت قوات الجضران تسيطر على الهلال النفطي لسنوات حتى عام 2016 حين طردتها قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر المتمركزة بشرق البلاد. وتسبب إغلاق الهلال النفطي، الذي توجد به موانئ نفط رئيسية، في خسائر بالإنتاج بلغت ما يصل إلى 450 ألف برميل يوميا من إجمالي الإنتاج الليبي الذي يزيد على مليون برميل. وهناك حكومتان في ليبيا منذ نزاع على نتائج انتخابات وتصعيد للقتال في عام 2014، وهما حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس والحكومة المؤقتة في الشرق. وتسبب الشقاق بين الشرق والغرب في انقسام مؤسسات رئيسية وجمود في عمل البرلمانين المتحالفين مع فصائل مسلحة متنافسة. وتواجه ليبيا انفلاتا أمنيا خاصة في المناطق الصحراوية حيث استفادت جماعات مسلحة تضم مقاتلين من تشاد والسودان، من الفراغ الأمني لترسخ وجودها.
مشاركة :