كشف استشاري الأمراض الجلدية في مستشفى الملك فهد بالأحساء، الدكتور علي الأمير لـ«الوطن»، أن هناك مفاهيم طبية يساء فهمها، وذلك من خلال تداولها في بعض مواقع التواصل الاجتماعي دون التحري من جهة طبية، ذاكرا أن هناك اعتقادات خاطئة عند الكثير من الناس بأن استعمال أدوية الكورتيزون تشكل خطرًا كبيرًا على صحتهم بقولة: «لربما لم يثر أي دواء في تاريخ الطب هذا الكم من النقاش والجدل الذي أثاره الكورتيزون»، وللأسف قد يعزز هذا الاعتقاد الكثير من المقالات التي تحذر الناس من هذا الدواء. مادة من هرمون بشري الكورتيزون عبارة عن مادة مشتقة من هرمون يفرزه جسم الإنسان من الغدة الكظرية، تم اكتشافه من قبل العالم الأميركي إدوارد كالفين كيندال في منتصف الأربعينيات، وهو دواء كغيره من الأدوية التي تصرف بعد التشخيص من قبل الطبيب المختص وبجرعات موزونة. كبح التكاثر ذكر الأمير أن الكورتيزون يمتاز بأنه أشد وأسرع الأدوية كبحا للالتهابات في جميع أجزاء الجسم لذلك له تأثير قوي في علاج إكزيما الجلد، وكذلك مسكن قوي للآلام. موضحا بأن له خاصية كبح تكاثر الخلايا السرطانية أو شبه السرطانية مثل الأورام اللمفاوية، كذلك بكبح الجهاز المناعي من تدمير أجهزة الجسم، وهو ما يحدث في أمراض المناعة الذاتية وهي الأمراض الناتجة عن زيادة فاعلية الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجهاز المناعي الجسم أو بعض أجزائه ظنًا منه أنها عدو أو جسم غريب ما يؤدي إلى تدميرها، كذلك في حالات زراعة الأعضاء يكون للكورتيزون فاعلية في تقليل رد فعل الجهاز المناعي تجاه العضو الجديد لكي لا يتم رفضه. أنواع الكورتيزون قال الأمير إن للكورتيزون عدة أنواع مختلفة من حيث القوة: فمنه الضعيف والمتوسط والقوي والقوي جدا، ويتم تحديد الدواء المناسب من قبل الطبيب حسب الحالة. وعن الأشكال الصيدلانية المتوفرة للكورتيزونات أوضح بأنها تتوفر بـ(الحقن الجهازية، الحقن الموضعية، الكريمات، الكبسولات والحبوب الفموية، الشراب، والبخاخات) وغيرها. الآثار الجانبية أوضح الأمير أن التأثيرات الجانبية تظهر عند استخدام الكورتيزون لفترات طويلة أو جرعات زائدة، وتختلف هذه الفترات والجرعات باختلاف أنواع أدوية الكورتيزون، فالكورتيزون القوي يحدث آثارًا جانبية أكثر، كذلك على حسب الكميات المستخدمة والأماكن المراد علاجها. وأهم تلك الآثار الجانبية جهازيا يحدث ما يسمى بمتلازمة كوشينج الدوائية، أو ارتفاع ضغط الدم، و احتباس الصوديوم في الجسم، وزيادة الشهية، تقلبات في المزاج، عدم انتظام الدورة الشهرية، ارتفاع ضغط العين، عتامة عدسة العين، كذلك قد يحدث ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهشاشة في العظام، وقد يؤثر الكورتيزون على المعدة ما يسبب قرحة بها. أما عند الاستخدام الموضعي: فقد يسبب ظهور شعيرات دموية، بخاصة في مناطق الوجه، تقرحات وسهولة التجريح في مناطق كثرة استخدامه، زيادة حب الشباب، وردية الوجه نتيجة استخدامه بالوجه، حبوب حول الفم، اضرار بتصبغ الجلد، ظهور شعر خفيف في بعض المناطق، حساسية شديدة للضوء، بطء التئام الجروح وإصابتها بالالتهابات البكتيرية. الإيقاف المفاجئ ذكر الأمير أنه إذا توقف المريض فجأة عن تناول الكورتيزون فإن جسمه يخلو من الكورتيزون اللازم للعمليات الحيوية، وذلك لأن غدة الكظر تكون قد توقفت عن إفرازه بسبب تناوله من خارج الجسم، وقد لا تعود إلى عملها إلا بعد عدة أسابيع أو أشهر، وبالتالي تظهر أعراض الانسحاب التي منها الشعور بالدوار، ضعف العضلات، ألم المفاصل، تقشر الجلد، ضعف الشهية، غثيان أو قيء، حمى، هبوط مستوى سكر الدم، صداع، وارتفاع الضغط داخل الجمجمة، وتغييرات عقلية، وقد يؤدي التوقف المفاجئ إلى الموت كما قد يؤدي إلى عودة المرض الذي كان يعالج بالكورتيزون. أمراض يعالجها الكورتيزون الحساسية التنفسية، خاصة إذا لم تستجب الحالة المرضية للعلاج بمضادات الحساسية المعتادة التهابات الحلق الشديدة جدًا، خاصة التي تحدث مع مرض داء وحيدات النوى الخمجي الفيروسي يستخدم لزيادة راحة المريض وتقليل أعراض صعوبة الكلام و صعوبة البلع التي تنتج من تورم الحلق ألم الأعصاب والعظام يقلل الانتفاخ نتيجة الالتهاب في المفاصل والأوتار يفيد بعلاج أمراض المناعة الذاتية المختلفة حالات زراعة الأعضاء الالتهاب التأتبي، والحساسية والحكة الجلدية، ومرض الحزاز يساعد على خفض هرمون الذكورة، لذلك يمكن استعماله لتنظيم الإباضة الآثار الجانبية متلازمة كوشينج الدوائية ارتفاع ضغط الدم احتباس الصوديوم في الجسم قد يسبب عبئا على القلب تقلبات في المزاج زيادة الوزن نتيجة احتباس السوائل في الجسم زيادة الشهية وتراكم الدهون في منطقة البطن والوجه والرقبة عدم انتظام الدورة الشهرية ارتفاع ضغط العين