جبران خليل جبران.. شاعر المهجر الذي تكسرت أجنحته

  • 1/6/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في شمال لبنان، حيث ظلال الأرز والنسيم العذب، وُلد الشاعر المتمرد الحكيم، الذي ارتقى بإبداعه إلى عرش مجد لم يصل إليه سوى القليل، في يوم السادس من يناير، يوم مميز لشعراء المهجر ومحبي الأدب العربي، لأنه مولد شاعر المهجر والكاتب والرسام اللبناني "جبران خليل جبران". وُلد "جبران خليل جبران" في 6 يناير 1883 في بلدة بشري بشمال لبنان، وهَاجر مع والدته إلى أمريكا عام 1895، حيث درس الفن وبدأ مشواره الأدبي، واشتهر عند العالم الغربي بكتابه الذي تم نشره سنة 1923 وهو كتاب النبي، كما عُرف جبران أيضًا بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير ولاوزي. كانت أسرته فقيرة جدًا، بسبب كسل والده وانصرافه إلى السُكر والقمار، لذلك لم يستطع جبران الذهاب للمدرسة، ولكن كان كاهن القرية، الأب جرمانوس، يأتي لمنزل جبران ويعلمه الإنجيل والعربية والسريانية، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة من الطبيب الشاعر سليم الضاهر، مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب. في سنة 1891 تقريبًا، سُجن والده بتهمة اختلاس وصُودرت أملاكه، وأُطلق سراحه في 1894، وفي 25 يونيو 1895، قررت والدته الهجرة مع أخيها إلى أمريكا وتحديدًا نيويورك مصطحبة معها كل من جبران وأختيه، ماريانا وسلطانة، وأخيه بطرس.سكنت عائلة جبران في بوسطن، وبدأت أمه العمل كخياطة متجولة، كما فتح أخوه بطرس متجرًا صغيرًا، أما جبران فبدأ بالذهاب للمدرسة في 30 سبتمبر 1895، ووضعه مسؤولو المدرسة في فصل خاص للمهاجرين لتعلم الإنجليزية، كما التحق أيضًا بمدرسة فنون قريبة من منزله مع أسرته، ونمّت مواهبه الفنية وشجعتها (فلورنس بيرس) معلمة الرسم في المدرسة. في عمر الخامسة عشر، عاد جبران مع عائلته إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة، وبدأ تنفيذ مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة، ثم تم انتخابه شاعرًا للكلية. بقي "جبران" في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو 1902، وقبل عودته بأسبوعين، توفيت أخته سلطانة بالسل، وبعد سنة، تُوفي بطرس بنفس المرض وتُوفيت أمه بسبب السرطان، أما ماريانا فهي الوحيدة التي بقيت معه، واضطرت للعمل في محل خياطة.أسس جبران خليل جبران، الرابطة القلمية مع كلِّ من ميخائيل نعيمة وعبد المسيح حداد ونسيب عريضة، وكانت فكرة الرابطة القلمية هي لتجديد الأدب العربي وإخراجه من المستنقع الآسن كما يروي "إسكندر نجار" في كتابه الذي ألّفه عن جبران ويحمل اسم (جبران خليل جبران). كان "جبران" في كتاباته يتبع اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، ويُفصح عن الاتجاهين معًا في قصيدته "المواكب" التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم "أعطني الناي وغنّي". تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله، وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي. كان جبران ميالًا منذ الطفولة إلى الوحدة والتأمل وأحلام اليقظة، وظل في مراهقته منطويًا على نفسه، وكان سريع البديهة ومتواضعًا وطموحًا، وقد ظهرت شخصيته في مؤلفاته العديدة، والتي من بينها، الأرواح المتمردة عام 1908، ودمعة وابتسامة عام 1914، والأجنحة المتكسرة عام 1912، وعرائس المروج 1906، والمواكب 1919، وأرباب الأرض 1931. أوصى جبران أن تكتب هذه الجملة على قبره بعد وفاته، "أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك، فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك". توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل1931، وهو في الـ 48 من عمره، وكان سبب الوفاة هو تليف الكبد إصابته بالسل، وكانت أمنية جبران أن يُدفن في لبنان، وقد تحققت له عام 1932، فتم دفنه في صومعته القديمة في لبنان، فيما عُرف لاحقًا باسم متحف جبران.

مشاركة :