حققت الصين، الخميس الماضي، قفزة هائلة في تاريخ استكشاف الفضاء، من خلال النجاح في إنزال مسبار فضائي على الجانب المعتم من القمر، لكن العديد من الخبراء حذروا من مخاطر برنامج الصين لاستكشاف الفضاء، بحب ما ذكرته صحيفة "صنداي إكسبريس" البريطانية.وحذر العديد من الخبراء من مخاطر برنامج الصين لاستكشاف الفضاء، مشيرين إلى الفجوة المتزايدة بين البرامج العلمية الأمريكية الهادفة المكرسة للتنقيب والاكتشاف، والخطط الصينية لتحويل الفضاء إلى ما وصفه نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، بـ "ميدان القتال الحربي".وأنزلت الصين مركبة فضائية روبوتية تدعى "تشانجي 4" على الجانب الأبعد من القمر في عالم استكشاف الفضاء لأول مرة، هبطت في الساعة 10.26 بالتوقيت المحلي (2.26 صباحا بتوقيت جرينتش)، وفقا لوسائل الإعلام الصينية.وقال البروفيسور هو شي يون من جامعة نانجينغ: "على العموم لا تزال تكنولوجيا الفضاء في الصين متخلفة عن الغرب، ولكن مع الهبوط على الجانب البعيد من القمر، تسابقنا إلى الأمام".وردا على ذلك الهبوط الناجح الذي حققته الصين، وفي مواجهة الهيمنة الصينية المتنامية في الفضاء الخارجي، يتساءل بعض الخبراء عن نوايا بكين الشريرة.وحذرت وزارة الدفاع الأمريكية، فى وقت سابق من هذا العام، من أن برنامج الفضاء الصينى يعد جزءا من الخطط العسكرية الصينية لجعل الفضاء مركزيا للحرب الحديثة.وذكرت الصحيفة أن تلك العملية الفضائية هي مؤشر على أن الصين لديها القدرة على استخدام القمر في المسائل العسكرية.وأضافت: "بالنظر إلى ما يفعلونه في بحر الصين الجنوبي، هناك عدد من العناصر لما يقوم به جيش التحرير الشعبي فيما يتعلق بالسياسة العسكرية العدوانية، لكن الفضاء كبير جدا".في غضون ذلك، أشار زميل أبحاث بارز وخبير في الصين في مؤسسة هيريتيج فاونديشن في واشنطن، دين تشينج، إلى أن "الولايات المتحدة قد تراجعت عن الصين في بعض النواحي".وقال: "في بعض النواحي، سقطت الولايات المتحدة وراء الصين، لا يمكن أن تكون أكثر وضوحا في عجزك أكثر من فقد القدرة على وضع شخص في الفضاء".وأوضح أن الصين أصبحت قادرة على القيام بذلك، أما الولايات المتحدة ليست كذلك.ومع ذلك، قال بعض الخبراء إن برنامج الصين الفضائي هو، على المدى القصير، حول إبراز القوة الناعمة بينما تحاول الصين توسيع النفوذ. وقال آدم ني، الباحث الصيني في جامعة ماكواري الأسترالية: "إن القوة الفضائية تدور حول القوة الناعمة من حيث أنها تغذي الرواية القومية داخليا والسرد عن القوة المتنامية للصين على الصعيد الدولي".وقال وو ويرين، كبير العلماء في برنامج تشانجي 4: "إن الصين تبذل جهدا هائلا لتصبح قوة فضائية، وستكون هذه المهمة حدثًا بارزًا في هذا المسعى". وجاء الهبوط بالمسبار الصيني بعد أشهر فقط من إعلان نائب رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب مايك بنس عن خطط لإنشاء قوة فضائية أمريكية.وقال مايكل بيلسبري، مستشار رئيسي لترامب، لصحيفة "صنداي تايمز": "منذ سنوات عديدة، نظرت النخب الغربية إلى الصين من خلال نظارات متلألئة، وتغاضت عن طموحات الصين الجادة للغاية فيما يتعلق بالفضاء".