دائما ما نبحث عن بصيص أمل.. نتجول على صفحات {تويتر} بحثا عن خبر مفرح، فنصطدم بكم «التحلطم» الذي ينتاب المواطنين بسبب الفساد المستشري، الذي يعزونه الى عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. تأتينا رسائل نصية على مدار الساعة {عبر الواتس} اب نبحث من خلالها عن وردة هنا أو هناك، فلا نقرأ ولا نرى ايضا الا كلاما وصورا عن الامتعاض من عدم كفاءة بعض المسؤولين. أما الصحف الورقية التي تراجع قراؤها، فنادرا ما تجد فيها خبرا مفرحا حيث امتلأت بأخبار الفساد والمفسدين. علاقتي مع وزارة التربية علاقة زمالة فقط.. وتجربتي في بعض اللجان مع المسؤولين هناك لم تكن مشجعة.. الا قبل فترة وجيزة عندما عملت في احدى اللجان برئاسة الأستاذ صلاح دبشة الوكيل المساعد لقطاع البحوث التربوية والمناهج. وجدت نفسي أمام شاب ذي فكر مختلف.. رأيت فكرا ثاقبا وعقلا متميزا.. يتكلم بكفاءة عن اختصاصاته وبكل دقة.. يطرح افكارا نيرة وبكل هدوء.. يعي تماما كيف يتعامل مع أوجه القصور ووضع الحلول لها.. باختصار هو ثروة وطنية.. لم يكن تلك الصورة التي أحملها في ذهني عن المسؤول التقليدي الذي يدور في حلقة مقفلة.. قلت في البداية لعله انبهار في الاجتماع الأول.. انبهار بفكر متوقد وفذ وذكي.. توالت الاجتماعات والأستاذ صلاح دبشة يبهرك بثقافته العالية وخبرته في مجال اختصاصه.. لم يكن هذا رأيي فقط، بل رأي كل أعضاء اللجنة بالإجماع.. نعم الكويت ولادة.. ما زلنا بخير إن عرفنا كيف نختار الكفاءات ونحسن استغلالها بأن نضعها في مكانها الصحيح. ما زال وطني يزخر بشباب ذوي كفاءة عالية لم يأخذوا فرصتهم بعد. وبالقدر الذي اشعر به بالسعادة والفخر بأن وزارة التربية والتعليم العالي يرأسها شاب كفؤ وشجاع كالدكتور حامد العازمي الذي نرى بصماته واضحة وجلية، سأكون سعيدا أيضا حينما أرى الأستاذ صلاح دبشة وزيراً في أي تشكيل قادم، وأتمنى من الأستاذ صلاح أن يعذرني لصدقي وصراحتي. ومن يعتقد أنني أحابي أو أنافق فلا يعرفني تمام المعرفة.. فأنا الآن وبعد أن جاوزت الستين من العمر لا أطمح أبدا الى منصب هنا أو هناك. كل ما أطمح اليه هو أن يقود مؤسساتنا شباب أكفاء وذلك لمصلحة الأجيال القادمة. من يعرفني حق المعرفة يعلم انني انشد الكمال لوطني. ومن يعرف الأستاذ صلاح دبشة يعلم تماما أنه الشخص المناسب في المكان المناسب. أ. د. عبدالمحسن دشتيdradashti7@gmail.com
مشاركة :