يصل المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، اليوم الاثنين، إلى المملكة للقاء مسؤولين يمنيين؛ لإيجاد حل لأزمة بلادهم؛ وذلك بعد مغادرته اليمن عقب محاولاته لإقناع الميليشيات الحوثية بالوفاء ببنود الاتفاق الناجم عن مفاوضات السويد بشأن الانسحاب من الحديدة. وبذل المبعوث الأممي، على مدى يومين، جهودًا في إقناع الحوثيين بسحب ميليشياتهم من الحديدة وموانئها واستبدال قوات أمن محلية مكانها، فيما لم تسفر جهوده عن تقدم من جراء تعنت الميليشيا في تنفيذ بنود الاتفاق؛ حيث أبلغت جريفيث بتمسكها ببقاء القوات الموالية لها في الحديدة وموانئها. ورأى مراقبون أن مماطلة الحوثيين تعترض جهود الأمين العام في تنفيذ ما اتفق عليه في السويد؛ حيث يفسرون بنود الاتفاق حسب أجندتهم، بما يضمن بقاءهم في الحديدة، فيما شدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على ضرورة انسحاب الحوثيين من موانئ ومدينة الحديدة، وفق خطة الجنرال باتريك كاميرت، متهمًا الميليشيات بالمماطلة في تنفيذ اتفاق ستوكهولم؛ وذلك قبل ساعات من انعقاد مفاوضات الرياض. وكان أحد قادة الميليشيا الانقلابية المدعومة إيرانيًّا أعلن أن العاصمة الأردنية عمّان قد تستضيف "مشاورات اقتصادية" بين طرفي النزاع الدائر في اليمن تتناول الوضع الاقتصادي المتدهور، دون حديث عن عقد جولة ثانية من المفاوضات. ونفت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، تلقيها أي طلب بخصوص عقد الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين. وكان وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبدالحفيظ، علق في وقت سابق على زيارة جريفيث إلى صنعاء، قائلًا: "إنها محاولة أخيرة لتدارك فشل اتفاق السويد بين الحكومة الشرعية والميليشيات، الذي كان يقضي بانسحاب الأخيرة من مدينة الحديدة ومينائها". وأضاف الوزير اليمني أن الاتفاق بشأن الحديدة يسير نحو الهاوية نتيجة تعنت الميليشيات في الانسحاب من مدينة الحديدة، موضحًا أن مهلة الانسحاب الكامل من الميناء انتهت بنهاية ديسمبر الماضي، في حين أن مهلة الانسحاب من المدينة تقترب من نهايتها المحددة بـ7 يناير، ورغم ذلك لم تنسحب الميليشيات. وأبرمت الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيات الانقلابية التابعة لإيران، اتفاقًا في السويد ديسمبر الماضي، برعاية الأمم المتحدة، يتضمن وقفًا كاملًا لإطلاق النار في الحديدة وانسحاب الميليشيات من مينائها البحري.
مشاركة :