أكد محللون سياسيون سعوديون أن حديث مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم عن مشاركة قطر مونديال 2022 مع دول الجوار، في ظل احتمال توسيع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 منتخباً يدل على قناعتهم بعجز هذه الدولة الصغيرة عن استضافة هذا العدد الكبير من المنتخبات، وما يعنيه من حضور جماهيري، يفوق قدرة الفنادق والوحدات السكنية وغيرها من الخدمات على استيعابها. وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية: إن قطر تستعد لاستضافة بطولة كأس العالم، بمشاركة 32 منتخباً بثمانية ملاعب، لذلك فإن أي توسع سيعني أن مباريات إضافية يتعين أن تُلعب خارج البلاد. يضاف إلى ذلك تعرض قطر لموجة انتقادات مستمرة منذ ثلاثة أعوام من النقابات العمالية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة العمل الدولية، بخصوص ظروف معاملة عمال الإنشاءات المتعلّقة بالبطولة. وقال الباحث والمحلل السياسي د. إبراهيم بن نايف الرشيدي: إن مساحة قطر صغيرة جداً، في حين أن المنشآت الرياضية والفندقية والخدمات اللوجستية التي يجري العمل ليلاً ونهاراً على استكمالها غير مقنعة للاتحاد الدولي، حيث قال إنفانتينو في تصريحات صحافية إنه سيكون صعباً للغاية بحسب ما نرى الآن بشكل منطقي أن تقام نسخة 2022 بـ48 منتخباً في قطر وحدها). زيادة الضغوط وأضاف الرشيدي: إن تصريحات «الفيفا» سوف تزيد الضغوط التي يعاني منها نظام الحمدين منذ بدء المقاطعة الخليجية والعربية له، لأنه ألمح فيها إلى عدم قدرة الإمارة الصغيرة على استضافة مونديال 2022 بمفردها، في إشارة إلى احتمالية نقل بعض المباريات إلى الدول المجاورة، وهو ما يرجح ألا يتحقق للنظام القطري لأن من المستبعد أن توافق الدول المقاطعة للدوحة، على المشاركة في استضافة بعض المنتخبات، إلا في حال رضوخ نظام الحمدين لمطالب الدول الأربع المناهضة للإرهاب. من جهته قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الملك عبد العزيز في جدة د. أسامة مطرفي «أتمنى أن يكون شعب قطر وبعض عقلائه قد اقتنعوا الآن بأنه لا يمكنهم الاستغناء عن أشقائهم وجيرانهم في دول الخليج العربي بعد النقاش الدائر حول عجز قطر عن استضافة كأس العالم دون إسهام من جيرانها». مشيراً إلى أنه لولا سلوك قطر العدائي والمدمر تجاه أشقائها من دول الخليج وإصرارها على رعاية الإرهاب لدعمتها في هذه البطولة العالمية وأعانتها على استضافة بعض فرق المونديال لتتوزع بين دول مجلس التعاون الخليجي ولتعطي صورة مميزة لمنطقة الخليج، ولكن إصرار النظام القطري على تدمير جيرانه يجعل الجميع يأخذ حذره ولا يمد له يد العون. العزلة أوضح الكاتب والمحلل السياسي د. معاذ بن على الجفري أن الحديث حول عجز قطر عن استضافة مونديال 2022 من دون الاستعانة بجيرانها يؤكد استحالة أن تعيش أية دولة في العالم بمعزل عن جيرانها ومحيطها الجغرافي، مشيراً إلى أن دول الخليج كان لا بد لها من موقف حازم تجاه النظام القطري الذي كان سيحوّل بسياساته المنطقة لقمة سائغة للقوى الإقليمية والدولية، التي تسعى بكل السبل لتعميق الخلافات العربية واستنزاف طاقات دول المجلس الحيوية والاقتصادية والبشرية، لتبعدها عن استكمال مقومات الوحدة، التي نصت عليها المادة الرابعة من النظام الأساسي للمجلس.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :