يعتبر العمل الاشرافي رافداً من روافد العملية التعليمية وعنصرًا فاعلا ًفي عملية المتابعة والتقييم والتحسين وهذا ما يظهر جليًا في عمل المشرف التربوي الذي لابد أن يمتلك المهارات والكفايات اللازمة التي تمكنه من أداء مهامه التربوية بمستوى عال من الجودة. ومن المهارات الأساسية التي تبرز الدور الفاعل لدى المشرف تلك المهارات الإنسانية التي تتمثل في قدرته على الإنجاز مع ومن خلال الاخرين، والمهارات الفنية التي تظهر من خلال قدرته على استخدام المعلومات والطرق والمعدات اللازمة للإنجاز وكذلك المهام الفكرية التي تتضح من خلال فهمه للمنظمة التي يعمل بها ومدى توافق أعماله مع أهداف تلك المنظمة. وفي وقتنا الحالي أصبحت مهارات القرن الواحد والعشرين مطلبًا رئيسًا لدى العاملين في مجال التربية، وبالأخص من كان منهم في مناصب قيادية مؤثرة كالرئيس والمشرف والمعلم، لذا توجب على المشرف التربوي أن يكتسب تلك المهارات التي تعد ضرورة لمواكبة مستجدات الميدان ومحققة لتطلعاته للوصول إلى الأهداف المنشودة من خلال امتلاكه لزمام القيادة الفاعلة وقدرته الفائقة للتأثير على الاخرين والشراكة الناجحة مع المستفيدين وإدارة العمل الجماعي الذي يقوم على التواصل الإبداعي والتعاون والتكامل والوقوف على الحاجات والتخطيط لتلبيتها واتاحه الفرص لممارسة الأساليب الشورية والتدريب عليها مما ينعكس على أسلوب إدارة المستفيدين في تحقيق اهداف التعلم. كما أن الانفتاح على الثقافات المعاصرة وتحليلها مع تعزيز الأفكار والقيم الايجابية السائدة في المجتمع وامتلاك خبرات تقنية متجددة وموارد رقمية متنوعة بحيث يصبح المشرف التربوي قادرًا على توظيفها فيما يخدم عمله ليجعل معلميه ينطلقون في تجاربهم للوصول إلى مستويات متقدمة من الطلاقة الرقمية والمعارف والخبرات ومستوى عال من التحديات وحل المشكلات والابتكار والتي بدورها ترفع من مستوى المتعلمين ومشاركتهم في صناعة تعلّم فعّال. إن هذه المهارات هي كالسلسلة المترابطة حيث تنطلق من المشرف المتمكن منها مروراً بمعلمين اكتسبوا الكفايات المرتبطة باستراتيجيات التعلم الذاتية والتأملية والنقدية الملائمة لتدريس هذه الأجيال وربطها استقصائيًا بأنشطة حقيقية ذات صلة بواقع المتعلمين وبالتالي ينصب تأثيرها ليصل لقادة المستقبل، الثابتين على خطى القيم والمدربين لسوق العمل وحاجة هذا السوق إلى أفراد مؤهلين بالعديد من المهارات والقدرات للتعايش مع المجتمع المعاصر في ظل المتغيرات المستجدة.
مشاركة :