موضة الألقاب العلمية

  • 10/1/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

آمنة محمد العزي حشيبري * انتشرت في مجتمعنا وفي كثير من مجتمعات العالم العربي ظاهرة الألقاب العلمية، فالكل يبحث عن لقب علمي يضيفه لرصيده، ولا يخفى على أحد الدوافع التي جعلت الجميع يلهث وراء الألقاب العلمية، وكم من أشخاص أفنوا أعمارهم في سبيل الماجستير والدكتواره، وبقيت الألقاب الأكاديمية التي لا حصر لها، وهذا الجهد في حد ذاته ليس عيبا، لكن العيب أن يظن أي شخص أن الألقاب العلمية تصنع إبداعا علميا أو تخلق منك عالما أو مفكرا، بل قد نجد أحيانا أن أصحاب هذه الألقاب لا يمتلكون أبسط أساسيات العلم والفكر تجعلنا نصورهم رعدا وبرقا بلا مطر، بل من الخطأ أن نربط بين الإبداع العلمي والفكري ونحصره في مجرد لقب أو شهادة، ولو قرأنا تاريخ الحضارة الإسلامية لوجدنا عظماء الحضارة الإسلامية ابتداء بالصحابة والصحابيات ومرورا بعظماء الأمة الذين أبدعوا في كل العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية من طب وفلك وكيمياء وقيادة عسكرية وغيرها من العلوم والفنون، نجد أن هؤلاء العلماء أثروا البشرية بفكرهم وعلمهم دون الحاجة للألقاب، فالتاريخ حتى يومنا هذا يذكرهم بعلمهم فقط دون ألقاب، فنحن لا نقول الدكتور البخاري أو البروفيسور الخوارزمي، وبقي التاريخ حتى يومنا هذا يذكرهم بأسمائهم كالشافعي والرازي وغيرهم، واستمر هذا الوضع حتى في الثورة العلمية الغربية الهائلة فتوماس أديسون الذي وصلت اختراعاته لأكثر من ألف اختراع لم ينل حتى شهادة الابتدائية، لكن تثقيفه لنفسه واطلاعه وبحثه عن العلم الحقيقي وتجاربه العلمية خلقت منه عالما أثرى البشرية بخدمات نعيش في ظلها حتى يومنا هذا، وكم هو جميل أن نتوقف عند الأسطورة العلمية التي عايشناها في السنوات الأخيرة الماضية، أسطورة ستيف جوبز، الذي ترك الدراسة الجامعية قائلا «إن الدراسة الجامعية لن تحقق أهدافي في الحياة»، أسطورة ترك الجامعة ليدخل معترك التجارب العلمية، تجارب خلق من خلالها ثورة علمية هائلة في تطوير الكمبيوتر ثم تقنيات أفلام الكرتون، ثم تقنيات الهواتف الذكية، مثل هذا الإثراء العلمي جعل من ستيف جوبز معجزة علمية سيخلدها التاريخ، فليتنا نتعلم من ستيف جوبز وممن كان لهم إثراء علمي وفكري أن العلم ليس ألقابا علمية، وإنما إنتاج وإثراء وخدمات ملموسة تثري الجميع بعيدة كل البعد عن موضة الألقاب العلمية. * معلمة بثانوية صبيا الثانية

مشاركة :