فيلم Cold War قصة حب مستحيلة في وقت مستحيل

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتصدر الأفلام التي تتناول موضوع الحروب وأهوالها قائمة اهتمام المشاهدين، فهي موضوع ثري يتيح للمخرجين والمؤلفين أن يقدموا أفضل ما لديهم لتناول هذا الموضوع الحساس بمختلف جوانبه, كما في فيلم Cold War، الذي تدور أحداثه في مرحلة الحرب الباردة. يروي هذا الفيلم البولندي قصة حب مستحيلة بين شخصين أثناء الحرب الباردة، وتدور الأحداث في بولندا عام 1950 تقريبًا. وقد تلقى هذا الفيلم مراجعات إيجابية، ويعرض الفيلم باللونين الأسود والأبيض، وقد استغلت المخرجة الظلال بطريقة رائعة في تصوير المشاهد، وفي لقطاته جميلة جدًا، وتتخللها بعض الاقتباسات، لذا فإنها تعلق في الذاكرة بسهولة، وتثير الفضول طبعًا عند المشاهدين لمتابعة الفيلم. يتناول Cold War قصة الحب بين رجل وامرأة يلتقيان بعد الحرب على أنقاض بولندا، فعلى الرغم من الاختلاف في المزاج والآراء والخلفيات الاجتماعية، فإنهما يلتقيان كما لو أن تعارفهما ولقاءهما من تدبير القدر! وتؤثر السياسة وطباعهما الشخصية على سير علاقتهما، التي يمكن وصفها بالقول إنها علاقة حب مستحيلة في أوقات مستحيلة! قد فاز بافل بافليكوفسكي بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي العام الماضي عن فيلم Cold War الذي يدور حول قصة الحب المستعرة بين عاشقين عاثري الحظ يفرقهما الستار الحديدي في أوروبا في فترة ما بعد الحرب. استلهم بافليكوفسكي الفيلم من قصة والديه (وأهداه لهما)، ووصفهما بأنَّهما: «من أكثر الشخصيات التي قابلتها في حياتي إثارة وروعة.. كلاهما قويّ وعظيم، ولكن وجودهما معاً يمثل كارثة أزلية». ومع أنَّ بطلي الفيلم العاشقيْن فيكتور وزولا يحملان نفس اسمي والديّ مخرج الفيلم وسماتهما الشخصية، إلا أن قصة كل منهما من وحي الخيال ورمزية، فتأخذنا من ريف بولندا إلى شوارع برلين الشرقية، ومن باريس إلى يوغسلافيا، وتعرّج على 15 سنة من الاضطرابات لتعبر بذلك حدوداً موسيقية وجغرافية وسياسية وأخيراً وجودية. وباكورة ذلك كله هو إنتاج البولندي البريطاني الفرنسي. يبدأ الفيلم بمشهد في ريف بولندا، عام 1949، حيث يسجل فيكتور (ويؤدي دوره الممثل توماس كات) وإيرينا (أغاتا كولشا) أغانٍ شعبية -تدور حول قصص حزينة عن الحب والشراب والصعاب بكافة ألوانها وصنوفها. وتحت راية «فرقة Mazurek»، يجريان اختبارات أداء للموسيقيين والراقصين لإبراز الأصوات الأصيلة في بولندا، للتأكد من أن «الفن الشعبي لن يضيع بعد ذلك». أثناء الاختبارات تأتي زولا (جوانا كوليغ)، وهي شابة غامضة تتظاهر بأنها فتاة قروية ولكنها لا تقدم لحناً قروياً وإنما أغنية تعلمتها من فيلم روسي. وتستشعر إرينا أنها «مخادعة» لكنها خلبت لب فيكتور، وقد ثارت حولها الأقاويل بأنها قتلت والدها («عجز عن التمييز بيني وبين أمي، لذا استخدمت سكيناً لأريه الفرق»). ولا تلبث زولا أن تصبح واحدة من نجوم فرقة Mazurek، التي لم تعبأ بمطالب السلطات بإطلاق أغانِ تمجد ستالين والإصلاح الزراعي. وعندما سنحت الفرصة لفيكتور بالفرار خلال اشتباك عام 1952 في برلين الشرقية، توسل إلى زولا أن تصحبه. ولكن هل تتنازل عن أولوياتها البراغماتية من أجل أحلامه ذات الميول الغربية؟

مشاركة :