مسألة وقت" قصة حب مستحيل تدور أحداثها بين الكويت

  • 10/14/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

“هناك أشياء لا نختارها.. هي تختارنا”، بهذه الجملة الافتتاحية للروائية الكويتية علياء الكاظمي تبدأ حلقات المسلسل الكويتي اللبناني المشترك “مسألة وقت”، وهي جملة تعبّر عن الفكرة الرئيسية للعمل الذي تعتمد أحداثه بقدر كبير على التحوّلات القدرية. تدور أحداث المسلسل الكويتي اللبناني المشترك “مسألة وقت” الذي يعرض حاليا على قناة “إم.بي.سي دراما”، حول ليال التي تؤدي دورها الفنانة شهد الياسين، وهي فتاة تتمتع بجمال لافت، وتعيش في كنف أمها وزوج أمها. ترتبط ليال بعلاقة عاطفية مع بدر الذي يؤدي دوره الفنان محمد العلوي ويسعيان معا إلى الارتباط، غير أن أسرة ليال تمانع في إتمام هذا الارتباط، كون بدر من أسرة متوسطة الحال، ولا يملك غير شهادته الجامعية. في حين يسعى زوج الأم إلى تزويجها من رجل غني يستطيع انتشالهم جميعا من حياة الفقر، وتخليصهم من الديون التي تراكمت على زوج الأم نتيجة إدمانه على المقامرة. ورغم القسوة التي كابدتها ليال من زوج أمها وهي صغيرة، إلاّ أنها تعامله بكثير من البر والمودة، حتى أنها تبيع حليها التي ورثتها عن جدتها كي تسدّد دينه. ويحدث أن يلتفت رجل الأعمال علي الذي يلعب دوره الفنان محمد العجيمي إلى جمال ليال، ويغرم بها حين يلتقيها بمحض الصدفة. ولأن فارق السن بينهما كبير يلجأ الرجل الثري إلى إغواء أهل ليال بالمال من أجل إقناعها بالارتباط به، كما يسعى بالحيلة إلى إغراق زوج الأم في الديون أكثر حتى لا يجد حلا سوى الضغط على ليال من أجل الزواج به. وبالفعل توافق الفتاة على الارتباط بالرجل الثري وتتخلّى عن حبيبها بدر تحت ضغط أسرتها. تستسلم ليال لضغوط أسرتها ويقرّر بدر السفر إلى لبنان لإكمال دراسته هناك حتى يبتعد عن كل ما يذكّره بالماضي، وتكتمل سعادة زوج الأم بإتمام الزواج وتسديد ديونه. وبينما تتجه الأمور نحو الاستقرار يخبئ القدر للجميع مسارا مختلفا، إذ يتعرض بيت ليال لحريق كبير، وتصاب هي من جرّاء ذلك بحروق شديدة تتسبّب في تشويه وجهها الجميل. وعلى أثر ذلك تنقلب الأمور رأسا على عقب، إذ يشعر رجل الأعمال أنه قد ورّط نفسه في الارتباط من فتاة مشوّهة، وزوج الأم يشعر بالخطر من احتمال فشل هذه الزيجة التي كان يعقد عليها أماله.يخبر الأطباء الأسرة بأن هناك أملا في إجراء بعض عمليات التجميل القادرة على إعادة وجه ليال إلى سابق عهده، فيتكفّل الزوج بمصاريف السفر والعلاج. وبالفعل تسافر ليال برفقة زوج أمها إلى بيروت. وفي الأثناء، يتأقلم بدر مع حياته الجديدة بلبنان ويكوّن العديد من الصداقات، كما يلجأ للعمل في أحد المطاعم من أجل الإنفاق على دراسته، ويستطيع باجتهاده الانتهاء من إتمام رسالة الماجستير، ويلتحق بالعمل في إحدى الشركات التي يملكها رجل الأعمال اللبناني عمران بك (رفيق علي أحمد) الذي يستطيع بدر اكتساب ثقته في العمل، ما يثير غيرة بعض الموظفين في الشركة. كما يستطيع بدر كشف بعض ملفات الفساد والاختلاس ويصبح بمرور الوقت صاحب نفوذ كبير داخل الشركة، ما يدفع بعض الموظفين الحاقدين إلى تدبير مؤامرة للتخلّص منه. وتكشف لنا الأحداث أن المستشفى التي تعالج فيها ليال هي واحدة من المشاريع الاستثمارية التابعة لعمران بك والخاضعة أيضا لإشراف بدر وإدارته. وهكذا تتهيّأ الأحداث للمزيد من المفاجآت، خاصة أن زوج الأم ينغمس في ملذّاته وينفق الأموال المخصّصة لعلاج ليال على سهراته الخاصة. أما زوج ليال الذي يمارس بعض الأعمال المشبوهة، فيجد نفسه متورطا في صراع شرس مع منافسين له ولا يدري أنه مراقب من قبل الشرطة. وهكذا نجد أنفسنا في خضم العديد من الأحداث التي تتشابك خيوطها وتتعقد مع الوقت كاشفة عن العديد من علامات الاستفهام. وفي الوقت نفسه يترقّب المشاهد ذلك اللقاء المنتظر بين ليال وحبيبها بدر الذي لا تدري أنه يدير المستشفى الذي تعالج فيه. وتحمل أحداث مسلسل “مسألة وقت” الذي أخرجه غافل فاضل عن سيناريو لمبارك الفضلي الكثير من الإثارة للمشاهد، خاصة أنّ جزءا منه يتعرّض للعلاقات الخفية والمشبوهة لرجال الأعمال الفاسدين والعصابات الإجرامية، كما أن سياقه يبدو مختلفا عن الأعمال الخليجية التقليدية، إذ يسلط الضوء أيضا على الفروق الاجتماعية للأسر الكويتية. ولا يخلو العمل بالطبع من المواعظ المباشرة التي يلقيها البعض على مسامعنا من وقت لآخر، غير أن الإطار العام يبدو مقبولا إلى حد كبيرة. وفي المقابل، تبقى سقطة المسلسل، متمثلة في الفارق الزمني بين تطوّر الأحداث في الكويت وبيروت، فالفترة الزمنية التي تتزوّج خلالها ليال من رجل الأعمال ثم تعرّضها للحادث الأليم وسفرها إلى بيروت لا تزيد عن أشهر قليلة، ولا تتناسب مطلقا مع مساحة الأحداث التي خاضها بطل المسلسل محمد العلوي بالتزامن في بيروت. وخلال هذه الفترة الزمنية القصيرة انخرط بطل المسلسل في الدراسة حتى حصل على درجة الماجستير، وعمل في أحد المطاعم، ثم انتقل للعمل بعدها في شركة كبيرة، واستطاع اكتساب ثقة صاحبها، حتى أصبح الرجل الثاني والآمر الناهي في الشركة، وهي كلها أحداث قد تحتاج إلى سنوات.. أفلا يعدّ كل هذا غريبا؟

مشاركة :