لايزال استمرار التقارب القطري الإيراني خلال الفترة الماضية يثير قلق وغضب الولايات المتحدة التي أعربت في أكثر من مناسبة غن رغبتها الشديدة في تكوين تحالف (ناتو عربي) يواجه الأطماع الإيرانية في المنطقة، إلا أن النظام القطري وتوجهاته تثير غضب وحنق الإدارة الأميركية في ذلك الإطار، خاصة مع إصرار دول المقاطعة على ضرورة قطع علاقة الدوحة بإيران كأحد الشروط الأساسية لاستئناف العلاقات القطرية الخليجية، وتكوين تحالف «فاعل» قادر على مواجهة الإيرانيين وأطماعهم. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في تقرير أعده «إدوارد وونج» أن المسؤولين في الإدارة الأميركية، خاصة في وزارة الدفاع «البنتاجون»، وفي أجهزة الاستخبارات يشعرون بقلق بالغ من التقارب الإيراني القطري، خاصة في ظل المقاطعة العربية، مشيراً إلى أن الأزمة السياسية الخليجية التي اندلعت في شهر يونيو 2017 في ظل الدعم القطري للإرهابيين في المنطقة مثلت معضلة سياسية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، خاصة مع محاولاته المستمرة تكوين تحالف عربي إقليمي يواجه إيران. وأضاف الكاتب الأميركي أن الدول العربية تقاطع قطر بسبب تمويلها للإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فضلاً عن إصرارها على تعزيز علاقاتها بشكل كبير مع إيران. ونتيجة إصرار قطر على موقفها، تقدم المبعوث الأميركي لحل الأزمة الخليجية أنطونيو زيني باستقالته من منصبه الأسبوع الماضي. وكتب زيني الأسبوع الماضي في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى صحيفة نيويورك تايمز «لم نذهب إلى أي مكان فيما يتعلق بقضية قطر». وأكد التقرير أن البيت الأبيض يحرص على الحفاظ على علاقة قوية ومستمرة مع المملكة العربية السعودية، رغم محاولات قطر وتركيا إلى زرع الفرقة في هذه العلاقة. وقال حسين إيبش، الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن «هناك بلد واحد في منطقة الخليج كبير الحجم وقوي، ويشترك في معظم أهدافنا طويلة المدى بشأن الاستقرار والأمن، هو المملكة العربية السعودية»، مشيراً إلى أن أي محاولات لضرب العلاقة السعودية الأميركية لن تؤدي إلى أي شيء.