لاتكاد تمر فترة زمنية معينة إلا ونسمع عن شح في أحد المنتجات أو المواد الغذائية أو الخدمات الأساسية في مجتمعنا ، وفي كثير من الأحيان لانعرف سبب هذه الأزمات ولا العوامل التي أدت إلى وجودها ، كما إننا لانعرف الأسباب التي أدت إلى انفراجها ، وبطبيعة الحال فإن مع كل أزمة هناك سوقاً سوداء وهناك مستفيدين ومتضررين من هذه الأزمات ، والمستفيدون يأملون في أن تبقى الأزمة لأطول وقت ممكن ولاتنفرج والمتضررون يصيحون بأعلى صوتهم ويأملون في أن تنتهي الأزمة فوراً . . أزمة الغاز التي كانت في جدة الأسابيع الماضية استفاد منها الكثير ، فهاهم السماسرة يبيعون أنبوبة الغاز بعشرة أضعافها أي بحوالي 150 ريالاً ويقومون بإيصالها للمنزل وذلك من خلال الأبواب الخلفية ، في حين يقف الناس في طوابير طويلة وينتظرون الساعات الطويلة بل وذكر بعضهم أنه يتردد على تلك المراكز لثلاثة أيام متوالية للحصول على أنبوبة الغاز وذلك بالأسعار العادية ولايجدون ، في المقابل فإن التصريحات الإعلامية تؤكد بأن الشركة المسؤولة والجهات الحكومية تفيد بأنه لايوجد أزمة وأن كميات الغاز التي يتم توريدها للمراكز كافية ، كما إنها تتحرك بشكل جاد لملاحقة هؤلاء المتسببين في الأزمة والتأكد من أن الكميات الموجودة كافية للسوق. البعض يحترف القيام بهذه الأزمات لمصالح معينة ويصاحب إطلاق هذه الأزمة بحملة إعلامية كبيرة وضجيج وتهويل وقد يضحي ببعض القيادات لتقديم المزيد من الأدلة لبيان مصداقية هذه الأزمة والتي قد يهدف منها إلى إشغال الناس بقضية معينة وجعلها شغلهم الشاغل أو افتعال أزمة ما لتصريف بعض المنتجات أو السلع المخزونة أو لتحقيق أرباح كبيرة في وقت قصير ، أو لإظهار بعض الشخصيات بأنها بطولية وتحرص على إيجاد الحلول للأزمات وإنقاذ المجتمع . الأزمات المفتعلة تحتاج إلى مراقبة وتحقيق ومحاسبة من كان خلفها وكشف الأسباب الحقيقية التي أدت اليها وتطبيق العقوبات الرادعة في حق المتسببين في وقوعها والمستفيدين منها لكي لاتتكرر مثل هذه الأزمات ويتضرر المجتمع لكي تستفيد فئة خارجة عن القانون . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :