موسم الحج نموذج للتعايش | إبراهيم محمد باداود

  • 8/27/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عامين من الآن تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين التي تم توجيهها للحجاج ، والتي ألقاها في ذلك الوقت نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله - ولي العهد آنذاك -أن ( لاسبيل إلى التعايش في هذه الحياة الدنيا إلا بالحوار ، فبالحوار تحقن الدماء ، وتنبذ الفرقة والجهل والغلو ، ويسود السلام في عالمنا ) ،كما سأل الله أن ( يصبح الحوار والنقاش أساس التعامل فيما بين الأمم والشعوب ). وفي كلمته التي ألقاها خلال استقباله لرؤساء بعثات الحج الرسمية من الدول العربية والإسلامية هذا العام دعا صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة المسلمين في مختلف بقاع الأرض إلى ضرورة إيضاح قيم التسامح والتآلف والتعايش السلمي التي دعا إليها ديننا الحنيف ، وأكد سموه في كلمته أن هذه الأسس كانت محط اهتمام نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك عند بعثته وتأسيسه للدولة الإسلامية في بداية بعثته إذ سعى فور وصوله للمدينة المنورة إلى تنظيم علاقة أفراد المجتمع بعضهم ببعض ودعا إلى التآخي والتعايش مشيراً إلى حرصه عليه الصلاة والسلام وتأكيده بأنه لن يحمي المجتمع سوى قيم التآلف والتعايش السلمي بين مختلف مكوناته ولايوجد تعايش سلمي أفضل من أن تعي الدولة الإسلامية في مهدها خصوصيات كل فئة من فئات المجتمع وتعرف تقاليدها وأعرافها ومكانتها ومشكلاتها كما تسعى إلى حفظ الأرواح والممتلكات والتعاون والتناصح لحماية الوطن وسيادة العدل والتكافل الاجتماعي . بعض الإرهابيين والمجرمين يسعون اليوم لإلصاق تهم القتل والتفجير والتكفير باسم الإسلام كما تعمد معظم الجماعات الإرهابية الدولية إلى تسمية نفسها بمسميات يكون الإسلام أو اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جزءاً منها والإسلام بريء منهم فالإسلام دين الرحمة والعطف والتسامح لادين القتل والإرهاب والعنف فهو دين يحترم الآخرين ويقر الاختلاف بين الناس وبين معتقداتهم وألوانهم بل ومذاهبهم ،ويأتي موسم الحج ليقدم لنا أعظم مثال على هذا التعايش إذ يأتي المسلمون من كل أصقاع العالم وبمذاهب مختلفة ليؤدوا نسكاً واحداً في مكان واحد في وقت واحد ويعيشوا مع بعضهم البعض في حب ومودة وتآلف لعدة أيام ثم يتفرقوا آملين أن يجددوا هذه التجربة مرة أخرى . لعلنا نستفيد في مجتمعنا من هذه الدعوات ونؤصل مبدأ التعايش فيما بيننا لنكون قدوة ويكون مجتمعنا مجتمعاً متآلفاً يدعو إلى الرحمة والتسامح ويعمل على حفظ حقوق بعضنا البعض فلانخطىء ولانتجاوز على بعضنا البعض ونسعى لأن ننبذ الفرقة فيما بيننا فلانجعل للعصبية مكاناً ولانفضل بعضنا على بعض إلا بما فضل به المولى ،وننبذ الجهل والغلو لنعيش في سلام داخلي ونعيش في أمان وأمن . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :