رعب سينمائي من نوع آخر، وبرؤية إخراجية تعد الأولى من نوعها في تاريخ السينما العربية، نجح فيها المخرج العراقي ياسر الياسري عبر فيلمه «122» الذي شهد عرضاً خاصاً في فوكس سينما، بالإمارات مول، في أول فيلم عربي يقدم الرعب بتقنية رباعية الأبعاد، وذلك بحضور بعض أبطال العمل، بتقديم خلطة ميلودرامية شائقة بصبغة رومانسية مؤثرة تضرب على وتر المشاعر الإنسانية، وتسطر قصة حب دامية مليئة بالتضحية والجريمة، معتمداً على حياكة التفاصيل في حبكة ممتدة على خط الإثارة تدغدغ العاطفة تارة، وتدير مؤشر القلق حتى آخره، وتارة تحرض خيال المشاهد على التأويل والتكهن بالنهاية غير المتوقعة، في غمرة مطاردات غامضة تحبس أنفاس المشاهد وتحاصر حواسه من كل الجهات. عنف وجريمة لعب بطولة الفيلم، الذي يعرض حالياً بدور السينم المحلية، كل من طارق لطفي وأمينة خليل وأحمد داوود وأحمد الفيشاوي ومحمد ممدوح ومحمد لطفي، وتولى تأليفه صلاح الجاهيني، وقدم صناع الفيلم مشاهد مشحونة بالألم العاطفي والقلق النفسي الذي امتدت حبكته حتى النهاية، وعلى الرغم من كمية العنف والجريمة، إلا أن الرهان الرومانسي على جوهر الحب يبقى حاضراً في كل مشهد يغلف مشاعر الجمهور بجرعات خفيفة من حوار الحب الناعم يعيش فصوله حبيبان يقدمان نموذجاً جديداً لقصة حب رائعة تجمع شاباً هو «نصر» الذي لعب بطولته أحمد داوود، بالحبيبة «أمنية» التي لعبت دورها أمينة خليل والتي كانت تعاني ضعف السمع. قصة حب فيلم «122» تدور أحداثه في مستشفى تم تحويله إلى مشرحة يديرها أطباء فاسدون، على رأسهم الدكتور «نبيل» الذي لعب دوره طارق لطفي، حيث يتاجرون بالأعضاء البشرية، وتبدأ المشاهد الأولى للفيلم بتعريف المشاهد على طبيعة حياة الحبيبين «نصر» و«أمنية»، حيث يعمل هو في محل للأحذية، بينما تعمل هي في صالون نسائي، ويواجهان مشكلة في زواجهما بسبب المال، ويحاول «نصر» الحصول على المال حتى ولو بطرق غير مشروعة، حتى يتزوج من حبيبته الحامل منه، ومع تسلسل الأحداث يتفق «نصر» مع «أمنية» على أن يدخل عالم المخدرات لكي يستطيع الحصول على المال، ورغم رفضها في بداية الأمر، إلا أنها وافقته على ذلك، وخلال سيرهما بالسيارة يتعرضان لحادث أليم، وينقلان من خلاله إلى المستشفى، لتبدأ الأحداث المشوقة والمرعبة. محتوى هادف يعيش بطلا الفيلم مغامرة غير محسوبة النتائج يصارع فيها الحبيبان من أجل إنقاذ بعضهما والحفاظ على جنينهما الذي لم يرَ النور، وهنا نجح المخرج ياسر الياسري في تقديم نوعية جديدة في صناعة سينما عربية ترفع شعار التغيير ضد القوالب الكلاسيكية، وتغرد بفكرة خارج صندوق التصنيف المتعارف عليه الذي يقتصر على وجهين هما «الأكشن»، و«الكوميديا»، إلى جانب الاهتمام بالمحتوى الهادف الذي يطرح مشكلة تجارة الأعضاء البشرية والإدمان وأثرهما في الفتك بنسيج المجتمعات.
مشاركة :