"صربيا تُوازن بين روسيا والغرب"، عنوان مقال فيميدا سليموفا، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول فهم الرئيس فلاديمر بوتين لحال صربيا وعدم نيته وضعها أمام خيار صعب. وجاء في المقال: يصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى صربيا، اليوم 17 يناير، في زيارة رسمية. وستكون زيارته، التي تجري تحت تدابير أمنية مشددة، مساهمة أخرى في تعزيز الحوار بين موسكو وبلغراد. عشية الزيارة، أجرى الرئيس بوتين ونظيره الصربي ألكسندر فوسيتش، مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية والصربية، أكد، خلالها، كل منهما للآخر، أنهما سيحافظان على النهج الحالي في العلاقات الثنائية. وقال بوتين، في مقابلة مع صحيفة "فيتشرنيي نوفوستي" الصربية، قبل الزيارة: "على عكس الشركاء الغربيين، لا نحاول وضع بلغراد أمام خيار مصطنع: إما أنكم مع روسيا أو مع الاتحاد الاوروبي." في المقابل، قال فوسيتش، في مقابلة مع وكالة تاس الروسية، إن بلغراد ستستمر في سيرها نحو التكامل الأوروبي، لكنها ستحتفظ بصداقتها مع موسكو. بالنسبة لروسيا، المهم ليس انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، إنما عدم انضمامها إلى حلف الناتو، لأنها تحتل موقعا جغرافيا مركزيا في البلقان. وفي الصدد، قال الباحث البارز في معهد الدراسات السلافية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بيوتر اسكندروف: "جميع السياسيين والقوى السياسية البارزة في صربيا يعارضون دخول البلاد في تحالف عسكري، بما في ذلك بسبب أحداث العام 1999، عندما قصف حلف شمال الأطلسي صربيا. لا يوجد سبب يدعو إلى القول إن صربيا سوف تعيد النظر في الاتفاقات القائمة، وتتخذ مسارا صريحا للانضمام إلى حلف الناتو والسعي إلى انتهاج سياسة مناهضة لروسيا". حيادية صربيا ينص عليها دستورها. وبالنظر إلى مشكلة كوسوفو المعقدة، فإن اسكندروف على يقين من أن صربيا محكوم عليها بالتعاون مع روسيا، بما في ذلك في المجال السياسي. يدرك فوسيتش وغيره من السياسيين الصربيين جيداً أن موسكو هي الضامن للحفاظ على وحدة أراضي البلاد. لا يتعلق الأمر بكوسوفو وحدها، إنما بمناطق أخرى من البلاد، فالوضع مع السكان الألبان. تجري عمليات معقدة في فويفودينا، حيث يعيش المجريون. وقال اسكندروف: "تواجه صربيا أيضاً مشاكل في علاقاتها مع جيرانها: الجبل الأسود، ومقدونيا، وكرواتيا. في هذا الصدد، تحتاج بلغراد موضوعيا إلى دعم موسكو". المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :