دبي: «الخليج» نظمت ندوة الثقافة والعلوم، مساء أمس الأول، في مقرها في دبي، محاضرة بعنوان «مفردات غريبة في اللهجة الإماراتية»، للدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، حضرها الأديب عبدالغفار حسين، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، وسعيد النابودة المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة، وعبدالله المطيري، ونخبة من المهتمين والمعنيين. قدم بلال البدور للمحاضرة، مؤكداً حرص الندوة على اختيار موضوعات متنوعة تسهم في صقل المعرفة، معتبراً أن موضوعها مهم، لاسيما وأن د. المسلم باحث مختص باهتماماته العلمية في مجال التراث الثقافي الخليجي، والعربي. وذكر البدور أن اللهجات تتواصل، والوافد في أي منطقة يؤثر فيها بسلوكه، ومفرداته، واعتبر مجتمع الإمارات مجتمعاً بحرياً ترددت على طول ساحله الشرقي جنسيات وقوميات مختلفة، كما أن فئة من أبناء الإمارات قبل مرحلة ستينات القرن الماضي سافروا إلى دول خليجية مختلفة، وأقاموا فيها، وتزوجوا منها، والبعض ذهب للتجارة في الهند وباكستان، ومصر، والعراق، وجميعهم تأثروا بمفردات البلدان التي عاشوا فيها، وجلبوا معهم بعض المفردات الغريبة عن المجتمع الإماراتي. وتحدث د. عبدالعزيز المسلم عن ثراء اللهجة الإماراتية الذي يعود إلى التكوين الأول لها من خلال التقاء قبائل شرق وغرب وجنوب شبه الجزيرة العربية، وهذا أدى إلى تنوع المعاني، وثراء المرادفات والأضداد. وأضاف د. المسلم: من الأهمية بمكان عند القيام بتدوين التراث معرفة اللغات الأجنبية التي تغلغلت مفرداتها في لهجتنا منذ أمد بعيد، من خلال السفر والتجارة، أو من خلال ممارسة بعض الفنون الشعبية الوافدة، أو اندماج بعض تلك الفئات في المجتمع الإماراتي، وأهم تلك اللغات: (السواحلية، الإنجليزية، الفارسية، الأوردية). وقال د. المسلم «إن أهم أسس التدوين هو المعرفة التامة بخصائص اللهجة، وتتلخص في التالي: قلب الحروف، التسهيل والإهمال، الدمج، الكلمات ثنائية الحروف، الجمع (صيغ متعددة) - الكلمات الدخيلة». وعدد خصائص اللهجة بالنطق السليم للحروف، وحصر هذه الحروف المتغيرة عند كل من: (الحضر، البدو، سكان الجبال، سكان الساحل الشرقي). وأوضح أهم أسباب الاختصار والدمج والتسهيل والإهمال، خاصة في الكلمات التي يلتقي فيها نطق حرفين في مكان واحد أو قريب واعتبر أن جمع بعض المفردات شاهد على تميّز اللهجة وخصوصيتها، وهناك صيغ رئيسية للجمع هي: (مفاعيل، فعْل، مفعّل، فَعَلْ، فعلات)، كما تحدث د. المسلم عن الأخطاء الشائعة في اللهجة، وحصرها ب21 خطأ. وقدم عدد من المثقفين مداخلات مهمة أثرت المحاضرة، بينهم: عبدالغفار حسين، خالد البدور، وصالحة عبيد، وكلثم عبدالله، وغيرهم.