منذ القدم واللهجة الشعبية تأخذ حيزاً بل شيئاً أساسياً بين أفراد المجتمعات المختلفة في مناسباتهم واحتفالياتهم وتعاملاتهم اليومية وهي أيضاً أساس حديثهم ومسامراتهم وأدبهم الشعبي. اللهجة الشعبية هي تلك التي اعتاد عليها المجتمع في مختلف تعاملاته اليومية إذ إنها الموصل الحقيقي للمفهوم الذي يريدونه دون قيود كونها لهجة محلية يفهما الكل وتختلف من مكان لآخر حسب الطبيعة والثقافة الشعبية والبيئة لديهم تلك التي يعيشون فيها فمثلاً سكان المناطق الجبلية لهم لهجتهم الخاصة وسكان الأرض المنبسطة لهم أيضاً مايميزهم من اللهجات وهكذا في بقية البيئات الاجتماعية وتركيبتها السكانية. في المشهد التمثيلي هناك من أجاد خلاله مخاطبة الجمهور باللهجة الشعبية مما يضفي عليه الطابع الفكاهي الذي يتفاعل معه الجمهور لأن من يؤديها يكون ملماً بعدد من تلك اللهجات التي قد يستعرضها في المشهد التمثيلي والمسرحي لأنه يملك الحس الفكاهي الشعبي في الأداء وإيصاله الى المجمهور بتلك اللهجات. شاهدنا له العديد من الأعمال الفكاهية سواء مسرحية أو مسلسلات تمثيلية كان يحاكي إحدى تلك الشخصيات الشعبية وبلهجتها خصوصاً وأن لدينا العديد من اللهجات الشعبية وهو في الحقيقة أبدع في تصويرها وإيصالها إلى المشاهد في قالب كوميدي وبلباس شعبي يحكي قصة الماضي ومن هنا تفوق المشهد الكوميدي لدينا في ظل وجود من يؤديه أداء حقيقيا يلامس أطياف المجتمع خصوصاً وهو يعالج العديد من القضايا الاجتماعية ومن هنا فإن تواجد مثل ذلك الفن الكوميدي الشعبي ضروري لأنه يحاكي المجتمع بلهجته المحلية بعيداً عن التكلف مما يضفي عليه الطابع الجميل. شخصية الممثل الكوميدي الشعبي وطابعه التقليدي هو احياء للماضي الجميل وتأصيل له من خلال ثقافة الشعب في أي مكان وهو أيضاً ما يعبر عن احياء عملية ثقافة الموروث في شكل تمثيلي جديد. أخيراً: قريتك والسهر حارس على جفني وفيه الويل جهاتك والمدى موحش بعذره لومساه يصيح ظهر وجه الفجر وأثري نسيت ان المدامع سيل على خبري بك البارح خيال وصورة وتجريح
مشاركة :