ما هي المفردات الغريبة في اللهجة الإماراتية؟ وما أسباب حضورها؟ وما علاقة الأوردو والإنجليزية والهندية السنسكريتية والساحلية بهذه اللهجة؟ أجاب عن أكثر من هذه الأسئلة د. عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث في محاضرته، أول أمس، في ندوة الثقافة والعلوم بالممزر دبي، بحضور عدد من الشخصيات، منهم سعيد النابودة المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون، وأعضاء ندوة الثقافة والعلوم، والأديب عبد الغفار حسين، ود.عبد الله المطيري، وحضور عدد من المثقفين والفنانين والأدباء والمهتمين. قدم الأمسية د.بلال البدور أمين مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، متحدثاً عن اللهجات وتواصلها مع الوافد وتأثرها بمفرداته وسلوكه وقيمه، مضيفاً: وكون مجتمع الإمارات بحرياً، وتأتي لمينائه السفن والقوميات المختلفة، فإن التأثر والتأثير متبادل، كما أن الإماراتيين ارتحلوا إلى بعض دول الخليج والهند والباكستان ومصر والعراق وغيرها، من أجل العمل، والدراسة والتجارة، فحدثت المصاهرة، وتأثروا بمفردات المجتمعات التي عاشوا فيها، لذلك، فإذا عدنا إلى الجذور والأصول فإننا لن نجد كلمات غريبة على العربية، لأن لغتنا العربية حية. بدأ المسلم محاضرته التي وزعها إلى قسمين، الأول حديثه عن المفردات الغريبة، والثاني عبارة عن «رمسات» في فيلم وثائقي، والتقى القسمان في ميناء «اللهجة الإماراتية» وتطوراتها وتأثراتها بدءاً من السفن القادمة من الهند والسند وبلاد فارس، قبل الإسلام، ثم السفن التي تأتي من الصين حيث كانت سوق دبا آخر سوق عند العرب، ومنها سوق شحر وسوق عكاظ، وهذا يؤكد على أن الإماراتيين لهم اتصالهم القديم جداً بالعالم الخارجي. ثم أضاء المسلم أسباب حضور المفردات الغريبة، ومنها تشوه اللهجة، ابتعاد الأجيال عن هذه اللهجة، والزواج من غير الإماراتيات، وعدم مواكبة الكثير من الألفاظ للحياة اليومية، ودور المستعربين الأعاجم وجهلهم بكثير من قواعد اللغة؛ وأيضاً، اللغات الدخيلة، ومنها السواحلية والإنكليزية والفارسية والأوردية، وتابع: ومن تلك الأسباب أسس تدوين اللهجة، ومنها قلب الحروف مثل قلب حرف الثاء إلى حرف فاء، والتسهيل والإهمال في اللهجة، والدمج، وهو من خصائص اللهجة وأهمها نطق الحروف، لا سيما حصر الحروف المتغيرة بين الحضر، والبدو، وسكان الجبل، وسكان البحر الشرقي، ومنها هذا الاختصار والدمج علي بن رحمه، تصبح «علي برحمه». ثم شاهد الحضور الفيلم الوثائقي الذي يتحدث فيه د.عبد العزيز المسلم عن اللهجة ومفرداتها ومعانيها وصوتياتها ونطقها وكيفية دمجها وقلبها واختصارها، بدءاً من «الرمسة» التي تعني الخفيف من الكلام، تبعاً لمعجم جمهرة اللغة لابن دريد، وصولاً إلى تصنيف المجالس، «مبرز» مجلس الشيخ الحاكم، «ميلس» مجلس التاجر أو المعروف من الأعيان، «برميز» مجلس البدو، كما ظهرت في الفيلم شخصيات أخرى متنوعة، منها الفارسية، والهندية، لفظت المفردة باللهجة الإماراتية، كما لفظتها بما يقابلها من تلك اللغات. أدار واختتم الجلسة الشاعر خالد البدور الذي رأى اللغة العربية شاسعة واسعة، مؤكداً على ضرورة دراسة الجانب الحضاري والنادر في اللهجة الإماراتية لا سيما من جانب علم اللسانيات، ليوفر لنا مداخل إلى اللهجة، إضافة إلى ضرورة تدريس اللهجة كمكون أساسي تراثي، لأنها جانب من جوانب الشخصية الإماراتية، ثم شكر خالد البدور الدكتور عبد العزيز المسلم على ما أضافه من خلال كتبه وأبحاثه إلى اللهجة والتراث. وشهدت الجلسة مداخلات لكل من د.عبد الغفار حسين، وصالحة عبيد.
مشاركة :