جاء بيان وزارة الداخلية الذي صدر يوم أمس الأول ليبدأ فعليا محاصرة ومواجهة تنظيمات متباينة في الفكر والأدوار لكنها متفقة جميعها على التطرف والغلو والتشدد والإرهاب وهي التي جاءت تحت مسميات «تنظيم القاعدة ــ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ــ تنظيم القاعدة في اليمن ــ تنظيم القاعدة في العراق ــ داعش ــ جبهة النصرة ــ حزب الله في داخل المملكة ــ جماعة الإخوان المسلمين ــ جماعة الحوثي» إن مثل هذا البيان الواضح حدد فعلا الموقف من تلك المنظمات والجماعات التي لا تقف طموحاتها عند زرع الفكر والغلو وتنفيذ الأعمال الإرهابية بل باتت تفكر إلى ما هو أبعد من ذلك.. إن الجماعات المتطرفة والتي تستثمر الخطاب الديني واستغلال اسم الدين لتحقيق أهداف خاصة لا تخدم المجتمعات التي تبحث عن الاستقرار والنماء لكن الشارع العربي أصبح مدركا اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأن استثمار التدين والدين للفعل المتطرف والدموي لم يعد مقبولا اليوم، فالذي يتتبع تاريخ تلك الجماعات يدرك إلى أي مدى تعتمد اعتمادا كليا اليوم على العنف والتهميش والإقصاء والقمع بدلا من العمل بثقافة الحوار واتخاذ شعار الدين المعاملة ونشر ثقافة التسامح والاعتدال. إن رؤية المملكة تجاه المستجدات هي رؤية متجددة ومدركة لكافة الأبعاد التي تحقق استقرار المنطقة بوجه عام. وجاء البيان السعودي متعمقا في فكر الجماعات المتنوعة، حيث تناول الواقع لدينا، مطالبا كل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة بأي صورة كانت منحه مهلة إضافية، مدتها خمسة عشر يوما اعتبارا من صدور هذا البيان لمراجعة نفسه.. حفظ الله بلادنا من كل مكروه.