كندا وداعش وجهان لعملة واحدة

  • 1/21/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

الفتاة السعودية رهف القنون الهاربة من والديها وأسرتها لم تتجاوز التاسعة عشرة عاما، المؤسف في الأمر هو هروبها من كيانها الأسري ووالديها وأخوتها، هاربة إلى خارج كيانها ووطنها، فمن الكويت إلى تايلند حتى كندا مأوى المجرمين وأدعياء حقوق الإنسان. رهف القنون لم تهرب من وطنها السعودية لانها كانت مقيمة في الكويت، ولم تهرب من وطنها السعودية لقضايا ومطالبات أمنية لأنها لازالت تعتبر قاصرا، ولكن هذه القضية بتفاصيلها فيها ما يثير تساؤل كبير لماذا السعودية اليوم تستهدف؟، لماذا السعودية اليوم تتعرض لهذه الهجمة الشرسة، الحوثيون في الحد الجنوبي(اليمن)، وقضية جمال خاشقجي في تركيا، والجماعات الإرهابية يتم تدريبهم ثم زراعتهم في شرق السعودية، وكندا كذلك تسعى للتدخل في الشأن الداخلي، بالإضافة إلى إيران وأتباعها؟!. إن أدعاءات رهف القنون بأنها منعت من الدراسة الجامعية، وأن شقيقها حبسها بمساعدة والدتها لأنها قصت شعرها، وأنها تعرضت للإيذاء الجسدي والنفسي، وكادت أن تتزوج من شخص لا ترغب فيه، وأنها تعرضت للتهديد بالقتل لإرتدادها عن الإسلام، وجميع تلك الدعاوى لا يمكن القبول بها أو تصديقها ولكن حتى تكتمل مسرحية الهروب أنها تحتاج إلى المساعدة تم طرح كل تلك الإدعاءات!!. وكالمعتاد تخرج كندا لتقدم يد المساعدة لفتاة قاصر (سعودية)، فقد ظهر رئيس الوزراء الكندي (جاستن ترودو) ليعلن عن موافقته على منح الفتاة السعودية الهاربة من أسرتها حق اللجوء السياسي!، والمضحك كذلك أن يتم استقبالها على أعلى المستويات حيث تقف وزيرة الخارجية الكندية (كريستيا فريلاند) عند بوابة الطائرة في مطار تورنتو لتعلن عن (المواطنة الكندية الجديدة)، وهي الفتاة التي لم تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها وكأنها حققت إنتصارا كبيرا على الشقيقة الكبرى السعودية. من هنا فإن التساؤل الكبير الذي يثار هل مشروع تغير هوية أبناء المنطقة لازال قائما؟، هل العبث بعقول وأدمغة شباب وناشئة الأمة لازال يمارس للأجندات خارجية؟، إن المتتبع للمشاريع التي تطرح في المنطقة العربية يرى بأن الفئات المستهدفة هي الشباب والناشئة، فمشروع (الربيع العربي) الذي تعرضت له تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن كانت القوة المستخدمة فيه هي الشباب والناشئة التي عبث في عقولها وأدمغتها حتى أشعلت الفوضى الخلاقة في مجتمعاتها وكانت النتيجة الآلاف من الضحايا والمشردين والمهجرين، والخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة. ولنقف عند خوارج العصر(داعش) وكيف استطاع غسل عقول الشباب والناشئة من أجل تنفيذ أجنداته التدميرية، فقد استطاع هذا التنظيم الدموي من تجنيد الشباب والناشئة من خلال مراكز التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الرقمي، فقد تم تجنيد الشباب من الخامسة عشرة سنة، وهو السن الذي لم يتسنَ له النمو الكامل واكتساب الخبرات، لذا يتم استهداف تلك الفئات عن طريق الإنترنت، فيقتنع بالوسائل التي تستخدمها داعش رغم دمويتها وعنفها وبطشها. شباب الأمة اليوم لا يتعرضون فقط لخطر (داعش) ولكنهم اليوم يتعرضون لمشروع آخر جديد وهو الدعوة للهروب من أوطانهم بدعوى الحرية المطلقة، وهذا ما تعرضت له الفتاة السعودية (المغرر بها) والتي هربت من سياجها الأسري الآمن إلى كندا التي تملكها الحقد للشقيقة الكبرى السعودية، فهي تسعى لأن تحقق ولو مكسبا صغيرا بإيواء فتاة صغيرة هاربة من أهلها!. إن الانتهازية الكندية سقطت حينما خرجت وزيرة الخارجية لتستقبل الفتاة الهاربة والخائفة من أهلها (رهف القنون)، إنها ليست قضية دولة مع دولة، ولكن قضية فتاة هاربة من أهلها وأعتقدت أن كندا هي المنقذ لها، لذا ضحكت دول العالم ومنظماته الحقوقية من تصرف وزيرة الخارجية الكندية الذي كان من الأولى أن تجعله لإستقبال فريقها الوطني وهو يحقق كأس العالم!‍!. من هنا فإن مخطط تغير هوية شبابنا وناشئتنا لازال قائما، بالأمس لإشعال الفوضى الخلاقة واليوم لدعوتهم للهروب من ذويهم بدعوى الحرية المطلقة، لا فرق بين كندا وداعش فكلاهما وجهان لعملة واحدة!!.

مشاركة :