اتهم الرئيس السوداني عمر البشير من سماهم المندسين والمخربين بقتل المتظاهرين الذين سقطوا من جراء الاحتجاجات السلمية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر، وقال إن الطبيب الذي سقط الخميس الماضي بمنطقة بري قُتل من داخل التظاهرات وبسلاح لا يوجد لدى الجيش ولا الشرطة ولا يوجد في السودان، في وقت قمعت أجهزة الأمن السودانية آلاف المتظاهرين الذين خرجوا بمدينة أم درمان كبرى مدن العاصمة السودانية من حيث الكثافة السكانية أمس، تلبية لدعوة تجمع المهنيين السودانيين، وفرّقتهم بالضرب والغاز والمسيل للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء. وأقر البشير، خلال مخاطبته أمس، حشداً من أتباع الطرق الصوفية بمنطقة الكريدة بولاية النيل الأبيض، بوجود نقص في الوقود وفي الخبز بجانب غلاء الأسعار. وقال إن خروج بعض الشباب كان تعبيراً عن أنفسهم، ولكن المندسين والمخربين اتخذوها فرصة، وأكد أنهم هم الذين حرقوا ودمروا ومن داخل التظاهرات قتلوا المتظاهرين، وأضاف: «نعم من داخلها، وآخر واحد الدكتور بتاع بري دا مقتول من داخل المظاهرة، وبسلاح ما موجود في الجيش ولا في الشرطة ولا موجود في السودان»، في إشارة إلى أحد الأطباء الذين سقطوا في احتجاجات الأسبوع الماضي. وقال البشير إن المقبوض عليهم ينتمون إلى حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور، واعترفوا بأن واجبهم وتوجيهاتهم الدخول وسط التظاهرات لقتل المتظاهرين لتأجيج الصراع وإحداث فتنة وتدمير البلد، مثلما حدث في البلدان الأخرى التي دُمرت على أيدي أبنائها، وتابع: «تدمرت سوريا والعراق واليمن وليبيا، والسودان أصبح هو الملجأ لكل الناس». وتواصلت، أمس، في الموعد المحدد، تظاهرات بمدينة أم درمان، وانتظمت في عدة مواكب، وتحركت من منطقة الشهداء وصينية مستشفى التجاني الماحي عبر شارع الأربعين، ناحية البرلمان، تطالب برحيل الحكومة وتنحي الرئيس عمر البشير، غير أن قوات الشرطة والأمن المنتشرة بكثافة والمدججة بالسلاح في المنطقة، خاصة على امتداد شارع الأربعين، حالت دون وصول المحتجين إلى وجهتهم، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، إلى جانب إطلاق الرصاص في الهواء، وطاردت سيارات الأمن مجموعات المحتجين إلى داخل أحياء العرضة الموردة والعباسية وبانت وحي الضباط القريبة نسبياً من مقر البرلمان. وفي حي كافوري، أحد أرقى أحياء مدينة الخرطوم بحري، تجمهر الآلاف من مختلف شرائح المجتمع السوداني، بالقرب من منزل الطبيب بابكر عبد الحميد الذي سقط بعد إصابته بعدة أعيرة نارية خلال تظاهرات شهدتها منطقة بري الخميس الماضي، ورفع المتظاهرون في الحي ذاته الذي تقيم فيه أسرة الرئيس عمر البشير شعارات تطالب برحيله، منددين بسياسات الحكومة، كما خرج العشرات بمنطقة السروراب شمال أم درمان، إلى جانب خروج تظاهرات أخرى بمنطقة الجريف شرق بمحلية شرق النيل. إضراب تواصل الإضراب الذي نفذته لجنة الأطباء عدد من الولايات. ونفّذ الأطباء بمستشفى كسلا شرقي البلاد وقفة احتجاجية ضد انتهاك حرمات المستشفيات والمرضى بعد اقتحام عدد من المستشفيات بالعاصمة الخرطوم من قبل أفراد الأمن، كما بدأت لجنة المعلمين، أمس، إضراباً لمدة أسبوع، كما اعتصم طلاب جامعة الجزيرة وسط السودان، غير أن السلطات منعتهم من الخروج، وهتفوا بسقوط الحكومة.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :