إنشاء قاعدة بيانات لتأريخ أعمال ثقافية تحدّت الأنظمة الشيوعية

  • 1/21/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مراسل يورونيوز، خوان لوبيز غوميز، ذهب إلى العاصمة المجرية بودابست للتعرف على تجربة فردية تجري داخل "حجرة ترفيهية" (escape room) . النشاط الذي يمارس ضمنها يشكل جزءا من مشروع بحثي أوروبي، يدعى "كاريج بروجيكت" ويهدف إلى الحفاظ على المواد التاريخية التي كانت تستخدم لمقاومة الأنظمة الشيوعية بطريقة ثقافية في وسط وشرق أوروبا. يشارك في النشاط عدد من اللاعبين المكلفين بالتحقيق في جريمة والبحث عن أدلة داخل الحجرة الترفيهية. كل شيء في تلك الحجرة يعود إلى الحقبة الشيوعية: الأثاث والقطع وكذلك الصور والشرائح والمنشورات التي كانت محظورة في تلك الفترة. وعندما تنتهي اللعبة، يتحدث المشاركون عن تجربتهم مع عالمة اجتماعية متخصصة. سابينا كرينيت، عالمة اجتماع من المركز المجري للعلوم السياسية قالت لنا عن تلك التجربة: "يواجه اللاعبون الواقع كما كان في الماضي. فالتعرف على تلك الحقبة من تاريخنا لا يقتصر على المدرسة، بل أيضا في هذا المكان من خلال الاطلاع على الوثائق الحقيقة والصور والمنشورات المحظورة التي كانت تعرف باسم (ساميزدات). بإمكانهم لمسها باليد". اقرأ أيضا:ليالي الصوت في مدينة ليون تظاهرة للموسقى المستقلةأندرو لويد فيبر يقدم "مدرسة الروك" في برودواي"كاريج بروجيكت" قاعدت بيانات للفن المتمرد مشاهد وصور فوتوغرافية ومقاطع موسيقية وملصقات، وغيرها الآلاف من الوثائق التي تحكي قصة تلك المعارضة الثقافية في وجه الأنظمة الشيوعية، يتم جمعها حاليا ضمن قاعدة بيانات ضخمة على الإنترنت. ما فسح المجال إلى وضعها ضمن تطبيقات وكتيبات وألعاب لوحية. ويهدف هذا الجهد البحثي إلى الحفاظ على التراث ودراسته بمنظور جديد. أندرو هورفاث، من الأكاديمية المجرية للعلوم "كوراج بروجيكت": "تساعدنا الوثائق على فهم حقبة الستينات والسبعينات والثمانينات، وكيف حاولت السلطة قمع الناس، وأيضا كيف حاول الناس التصدي لذلك من خلال الثقافة. العلاقة بين السلطة والشعب على المستوى الثقافي تساعدنا على فهم تلك اللحظة التاريخية". مركز "أرتبول" الذي أسس في العام 1979، من بين المؤسسات التي تغذي قاعدة البيانات. ويضم بين حناياه نحو 150 وثيقة، من كتب وأغان وأشعار ورسائل تعود لأكثر من 6000 فنان، ومؤسسة ثقافية. وتغطي هذه المجموعة حوالى 600 متر من الرفوف. جوليا كلانيتزاي، مؤسسة ومديرة مركز "أرتبول" للبحث قالت لنا: "سرعان ما شاركنا في بناء قاعدة البيانات مع الباحثين. أظن أن هذا المشروع مهم للغاية ليس لأنه يؤرخ مجموعة مثل مجموعتنا فحسب، بل لأنه يسمح بالتعرف على مجموعات كانت مجهولة تماما بالنسبة للجمهور".المجموعات الخاصة تغني "كاريج بروجيكت" مجموعات كالتي يملكها الصحافي السابق المتخصص في مجال الموسيقى، توماش سوناي. لقد جمع توماش حوالى ألف ملصق تروّج لحفلات موسيقى سرية من نوع "أندر غراوند" خلال السبعينيات والثمانينيات. توماش سوناي، صحافي سابق وجامع ملصقات فنية: "أيام الخميس والجمعة والسبت، كان المنظمون يضعون ملصقاتهم في الشوارع، لكنها كانت تختفي خلال ساعات، بسرعة كبيرة. كنت منخرطا كصحافي ضمن هذا العالم السري، كان من المهم أن أجمع هذه الوثائق. في تلك الحقبة كنت أعمل كجامع وموثق في الوقت نفسه". وتغذى قاعدة البيانات باستمرار بموادَّ جديدة يتم اكتشافها من تلك الحقبة الغنية من تاريخ بلدان أوروبا الشرقية.

مشاركة :