منذ وصول الحكومة الشعبوية للحكم والعلاقات بين باريس وروما في أسوأ أحوالها. العلاقات بين البلدين تشهد توترا جديدا بسبب اتهام نائب رئيس الحكومة الإيطالية لفرنسا بالمسؤولية عن أزمة اللاجئين لقيامها بـ "إفقار أفريقيا". قطبا الحكومة الشعبوية المتطرفة في إيطاليا: ماتيو سالفيني ولويجي دي مايو، أرشيف استدعت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الاثنين (21 كانون الثاني/ يناير 2019) سفيرة إيطاليا بعد تصريحات أدلى بها نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو اتهم فيها فرنسا بـ "إفقار أفريقيا" وتصعيد أزمة المهاجرين، كما طالب خلالها الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليها. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "بعد أحدث التصريحات الصادرة عن السلطات الإيطالية، جرى استدعاء السفيرة... هذه ليست أول مرة تدلي فيها السلطات الإيطالية بتصريحات غير مقبولة وعدوانية". وأضاف المصدر أن كبير موظفي مكتب وزيرة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو استدعى السفيرة تيريزا كاستالدو بعد ظهر اليوم الاثنين. وكان دي مايو قد أعرب أمله يوم أمس الأحد في أن يفرض الاتحاد الأوروبي "عقوبات" ضد الدول بدءا بفرنسا التي تقف، حسب قوله، وراء مأساة المهاجرين في البحر المتوسط من خلال "تهجيرهم" من أفريقيا. وقال دي مايو، وهو زعيم حركة 5 نجوم الشعبوية، التي تشكل الائتلاف الحاكم في إيطاليا مع حزب الرابطة اليميني المتطرف: "إذا كان هناك اليوم أفراد يرحلون فلأن بعض الدول الأوروبية في طليعتها فرنسا لم تكف عن استعمار عشرات الدول الأفريقية". وبحسب دي مايو، الذي يتولى أيضا منص وزير التنمية الاقتصادية "هناك عشرات الدول الأفريقية التي تطبع فيها فرنسا عملة محلية وتمول بذلك الدين العام الفرنسي". وأضاف "لو لم يكن لفرنسا مستعمرات أفريقية، لأن هذه هي التسمية الصحيحة، لكانت (فرنسا) الدولة الاقتصادية الـ15 في العالم في حين أنها بين الأوائل بفضل ما تفعله في أفريقيا". ويشار إلى أن العلاقات بين روما وباريس متوترة جدا منذ تشكيل الحكومة الإيطالية الشعبوية المتطرفة في حزيران/يونيو 2018. كما دعم دي مايو ووزير الداخلية سالفيني بقوة تحرك "السترات الصفر" ضد سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الاجتماعية. واتهم سالفيني ماكرون بالحكم "ضد شعبه" وذهب إلى حد تمني رحيله قائلا "كلما اقترب موعد رحيله كلما كان الأمر أفضل!". أ.ح/ع.ش (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :