نتانياهو يتمسك بخطابه أمام الكونغرس كـ «ملاذ أخير» ضد الاتفاق مع إيران

  • 2/11/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أعاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مسألة زيارته لواشنطن مطلع الشهر المقبل لإلقاء خطاب أمام مجلسي النواب والشيوخ في شأن الملف الإيراني في الثالث من الشهر المقبل، إلى واجهة اهتمام الساحتين الحزبية والإعلامية حين طلب من لجنة الانتخابات المركزية السماح لمحطات التلفزة الإسرائيلية ببث خطابه «لأن الحديث ليس عن دعاية انتخابية إنما هو خطاب ذو قيمة إخبارية». ووصف زعيم «المعسكر الصهيوني» إسحق هرتسوغ إصرار نتانياهو على السفر إلى واشنطن وإلقاء الخطاب «ضرباً من الغباوة والحماقة». وكان نتانياهو أكد مساء أول من أمس عزمه على إلقاء الخطاب «لشرح موقف إسرائيل في الملف النووي الإيراني على أعضاء الكونغرس والشعب الأميركي، حتى لو غادر القاعة بضع عشرات من النواب، وهذا أمر هامشي». وأضاف في اجتماع انتخابي أن التقارير التي وصلته تفيد بأنه تتم بلورة اتفاق سيء بين الدول العظمى وإيران يعرض أمن إسرائيل إلى الخطر، إذ يتيح لها إنتاج عشرات القنابل النووية خلال سنوات معدودة، «وكرئيس للحكومة هذا واجبي أن أقوم بما أستطيع من أجل منع اتفاق خطير كهذا». ونقلت أوساط رئيس الحكومة عنه قوله إنه يرى أن الخطاب الذي سيلقيه بالغ الأهمية، معتبراً الكونغرس «المحطة الأخيرة الوحيدة التي يمكنها ترجيح الكفة». وتابعت أن نتانياهو بات مقتنعاً بأنه في الوضع الراهن ليس في وسعه التأثير على الإدارة الأميركية التي تسعى إلى توقيع اتفاق سيء مع إيران، وعليه قرر التوجه إلى مجلسي النواب والشيوخ. نواب أميركيون على صلة، أبرزت الإذاعة العامة أن ثمة ضغوطاً أميركية متواصلة على نتانياهو لحمله على إرجاء زيارته. وذكرت أن ثلاثة نواب من الكونغرس نشروا عريضة دعوا فيها رئيس مجلس النواب جون باينر إلى إرجاء خطاب نتانياهو أمام الكونغرس إلى ما بعد الانتخابات العامة في إسرائيل في 17 الشهر المقبل. وجاء في العريضة أن النواب يخشون أن رئيس المجلس يستخدم زعيم دولة أجنبية (نتانياهو) أداة سياسية ضد الرئيس باراك أوباما. في غضون ذلك، أعلن السيناتور اليهودي بيرني ساندرس المستقل أنه سيقاطع خطاب نتانياهو، مضيفاً أنه كان حرياً برئيس مجلس النواب التشاور مع أوباما قبل توجيه دعوته لنتانياهو. وبذلك ينضم ساندرس إلى عدد من نواب الكونغرس عن الحزب الديموقراطي الذين سبق أن أعلنوا مقاطعتهم الجلسة. أوباما يدافع عن نفسه وكان الرئيس الأميركي أوضح في برلين أن رفضه لقاء نتانياهو خلال زيارته لواشنطن يتماشى مع البروتوكول الذي يحظر على الرئيس لقاء زعماء دول في وقت تدور معركة انتخابية في بلادهم، مؤكداً في الوقت ذاته متانة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب «القائمة على التزام واشنطن أمن إسرائيل والقيم المشتركة للبلدين». وأشار إلى أن خلافات جوهرية قائمة بينه وبين نتانياهو في الملف النووي الإيراني وتشديد العقوبات على طهران، «لكنني أتحدث باستمرار مع نتانياهو فيما التنسيق بين البلدين متواصل على الدوام». إلى ذلك، أشار معلقون إلى أن نتانياهو تشاور مع كبار مستشاريه في إمكان إرجاء زيارته، وأنه سمع آراء مختلفة. ولم يستبعد بعض المراقبين أن يتراجع نتانياهو في اللحظة الأخيرة عن الزيارة، أو أن يكتفي بإلقاء خطاب أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني – الأميركي (ايباك). هرتسوغ: حماقة ووصف زعيم تحالف «المعسكر الصهيوني» الساعي لاستبدال نتانياهو في منصبه إسحق هرتسوغ إصرار نتانياهو على إلقاء الخطاب بأنه «خطوة خطيرة وعديمة المسؤولية تمس بالمصالح الحيوية لإسرائيل». وأضاف أنها «تنطوي على الغباء والحماقة لأنها تقود إلى مواجهة مباشرة مع رئيس أكبر دولة في العالم وهو أهم حلفائنا». وتابع أنه في نظر الرئيس الأميركي فإن التدخل ضده من خلال الكونغرس «هو مس بشخصه وكرامته، وهذا ما سمعته حتى من شخصيات من الحزب الجمهوري الأميركي». وقال المستشار السياسي السابق لرئيس الحكومة البروفيسور عوزي أراد للإذاعة العامة إن زيارة نتانياهو تسيء إلى العلاقات المأزومة أصلاً مع واشنطن «وتقود نحو مواجهة، وهذه المرة نحن الطرف المستفِز». وأضاف أن شخصيات أميركية التقاها أخيراً تساءلت عن سر سلوك رئيس الحكومة إزاء واشنطن وفي ما إذا كان يتصرف وفقاً لاستراتيجية واضحة. وحذر من تدهور خطير في العلاقات بين البلدين.

مشاركة :