توفي الناقد والأديب والكاتب الصحافي السعودي، عابد خزندار، مساء أمس، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، في باريس التي وصلها للمرة الأولى في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، حيث قصدها باحثاً ولاهثاً وراء العلوم والثقافة، التي كانت آنذاك مقصداً ومطلباً لكل باحث عن المعرفة. وبدأ عابد خزندار، الذي يعد أحد رموز الثقافة السعودية، حياته العملية بعدما حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة عام 1953، ثم التحق بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1957، وحصل على درجة الماجستير في الكيمياء الحيوية عام 1960 من الولايات المتحدة الأميركية، حيث تدرج خزندار في الوظائف الحكومية في السعودية عقب عودته من الدراسة الخارجية، وعمل مديراً عاماً في وزارة الزراعة بالرياض حتى عام 1962. وتنقل خزندار عبر عموده اليومي «نثار» في عدد من الصحف المحلية، وله العديد من المؤلفات الفكرية والأدبية المهمة، التي أثرت الساحة الثقافية على المستوى المحلي، ومن أشهرها: «الإبداع، حديث الحداثة، قراءة في كتاب الحب، معنى المعنى وحقيقة الحقيقة، رواية ما بعد الحداثة»… إلخ، كما كُتبت عنه الكثير من الدراسات النقدية، ومن أشهرها كتاب لأحمد العطوي بعنوان «أنماط القراءة النقدية في المملكة العربية السعودية، عابد خزندار نموذجاً». ومن الجدير بالذكر أن الفقيد هو والد سيدة الأعمال منى خزندار، مديرة معهد العالم العربي في باريس سابقاً، وسارة الأستاذة في جامعة باريس. وعبَّر عدد من الكتّاب والكاتبات السعوديات عن مدى حزنهم على فقيد الثقافة السعودية عابد خزندار، عبر قنوات التواصل الاجتماعي، حيث كتبت حليمة مظفر خلال صفحتها على «الفيس بوك»: «رحمة الله الواسعة على أستاذنا الكبير المفكر والناقد عابد خزندار، من أهم رموز الثقافة والحداثة لدينا، ولكن يختلف عنهم بأنه لم يدر حول ذاته، بل حول الإنسان والوطن، ولذلك لم يكن يحب الضجيج الذي يفتعله كثيرون حول أنفسهم. سبق زمنه، فهل سينصفه التاريخ. رحمك الله أستاذنا، وسنفتقد (نثار) في جريدة الرياض كثيراً». وكتبت الدكتورة أميرة كشغري: «نعزي أنفسنا، نعزي الوطن، نعزي الكلمة الصادقة والروح المرهفة برحيل الأستاذ عابد خزندار، رمز الفكر التنويري والثقافة والإعلام. سيبقى إرثك وأعمالك شواهد على عظمة إبداعك. إنا لله وإنا إليه راجعون». وعلى «تويتر» تفاعل عدد من المثقفين عبر عدد من الهاشتاقات، منها: #عابد_خزندار_إلى_رحمة_الله، #عابد_خزندار_في_ذمة_الله، و#عابد_خزندار. وقد غردت شقيقته شادية خزندار: «فجيعتنا فيك أكبر من الكلمات يا شقيق وتوأم الروح، وعزائي في كل من أحبك، وكل كلمة حب قيلت عنك». وتبعتها بتغريدة قالت فيها: «أشكر كل من عزّاني وواساني في فقيد روحي وقلبي، أبي وأخي وتوأم روحي عابد خزندار». وكتب بسام فتيني @bassam4071 الكاتب في جريدة «الوطن»: «رحمة الله عليه، لن أنسى نصائحه الذهبية لي في بداية مشواري بمجال الكتابة، اللهم أدخله الفردوس». وغردت الدكتورة فوزية أبوخالد @FAbukhalid قائلة: «نعزي الغالية منى، وكل بنات وأبناء الوطن في صاحب القلم النظيف، والقراءات الموسوعية، الأستاذ عابد خزندار، أكرم الله مثواه، وجعله في عليين». وكتبت الدكتورة هتون أجواد الفاسي @HatoonALFASSI: «عزائي الحار إلى ابنتي الراحل الكبير #عابد_خزندار، منى وسارة، وإلى أخته العزيزة شادية @shkhazindar، فلستن وحدكن من فقده، وإنما الوطن الذي فقد وطنياً».
مشاركة :